خواطر عن الأمل والصبر بعد الانكسار: لا تيأس فالغد أجمل
لا تيأس إن تعثّرت خطاك وسقطت في حفرةٍ واسعة، فربّ السقوط بداية الصعود، وستخرج منها أكثر قوّة وتماسكًا. إن الله مع الصابرين.
لا تحزن إن جاءك سهمٌ قاتل من أقرب الناس إلى قلبك، فثمّة من سينزع السهم، ويعيد لك الحياة والابتسامة.
لا تضع كل أحلامك في شخصٍ واحد، ولا تجعل رحلة عمرك مرهونةً بوجهٍ تحبّه، مهما كانت صفاته. فنهاية الأشياء ليست نهاية العالم، فالكون أوسع مما تراه عيناك.
لا تنتظر حبيبًا باعك، بل انتظر ضوءًا جديدًا يتسلّل إلى قلبك الحزين، فيعيد لأيامك البهجة، ويُنعش نبضك الجميل.
لا تبحث عن حلمٍ خذلك، بل اجعل من لحظة الانكسار بدايةً لحلمٍ جديد.
لا تقف طويلًا عند الأطلال، خاصةً إن سكنتها الخفافيش، وعرفت الأشباح طريقها. ابحث عن صوت عصفورٍ يتسلّل خلف الأفق، مع ضوء صباحٍ جديد.
لا تنظر إلى الأوراق التي تغيّر لونها، وبهتت حروفها، وتاهت سطورها بين الألم والوحشة. ستكتشف أن تلك السطور ليست أجمل ما كتبت، وأن تلك الأوراق ليست آخر ما سطّرت. فرّق بين من وضع كلماتك في عينيه، ومن ألقاها للرياح.
لم تكن تلك الكلمات مجرد عباراتٍ عابرة، بل مشاعر قلبٍ عاشها حرفًا حرفًا، ونبض إنسانٍ حملها حلمًا، واكتوى بنارها ألمًا.
لا تكن مثل مالك الحزين، ذاك الطائر الذي يغنّي أجمل ألحانه وهو ينزف. فلا شيء في الدنيا يستحق من دمك نقطةً واحدة.
إذا أغلقت أبواب الشتاء بيتك، وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان، فانتظر قدوم الربيع، وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقي. انظر بعيدًا، سترى أسراب الطيور تعود تغنّي، وترى الشمس تلقي خيوطها الذهبية فوق أغصان الشجر، لتصنع لك عمرًا جديدًا، وحلمًا جديدًا، وقلبًا جديدًا.
ادفع عمرك كاملًا لإحساسٍ صادق، وقلبٍ يحتويك، ولا تهدر منه لحظةً في سبيل حبيبٍ هارب، أو قلبٍ تخلّى عنك بلا سبب.
لا تسافر إلى الصحراء بحثًا عن الأشجار الجميلة، فلن تجد هناك سوى الوحشة. انظر حولك، فمئات الأشجار تحتضنك بظلّها، وتسعدك بثمارها، وتُطربك بأغانيها.
لا تحاول أن تعيد حساب الأمس، فما سقط من العمر لن يعود. لكن مع كل ربيعٍ جديد، ستنبت أوراقٌ أخرى.
فانظر إلى تلك الأوراق التي تغطّي وجه السماء، ودعك مما سقط على الأرض، فقد صار جزءًا منها.
إذا ضاع الأمس، فبين يديك اليوم. وإن رحل اليوم، فالغد قادم. لا تحزن على الأمس، فهو لن يعود، ولا تأسف على اليوم، فهو راحل.