قبل شراء لابتوب جديد: 5 أخطاء شائعة يجب تجنبها للحصول على أفضل أداء وسعر

عند التفكير في شراء حاسوب محمول جديد، يقع الكثيرون في أخطاء شائعة تؤثر سلبًا على تجربتهم لاحقًا، سواء من حيث الأداء أو السعر أو الراحة في الاستخدام. في هذا المقال، نستعرض أهم 5 أمور يجب الانتباه إليها وتجنّبها للحصول على جهاز مناسب لاحتياجاتك وميزانيتك.
1. إهمال أدوات الإدخال (لوحة المفاتيح والماوس)
رغم أن جميع أجهزة اللابتوب تحتوي على لوحة مفاتيح وماوس مدمج، إلا أن كثيرًا من المشترين لا يعطون هذه العناصر الاهتمام الكافي والواقع أن هذه الأدوات هي واجهتك الأساسية للتعامل مع الجهاز، ويجب فحصها بشكل جيد فعند شراء أجهزة اللابتوب يجب التحقق من لوحة المفاتيح (حرف حرف ورقم رقم) وذلك للتحقق من عدم وجود تلف في هذه اللوحة، وبعد الانتهاء من ذلك يجب التحقق من الباد (الماوس) أو التاتش باد وهي المسؤولة عن تحريك الفائرة في جهاز اللابتوب ويجب التحقق من انها متجاوبة، وهنا تجدر الإشارة إلى أن التاتش باد والكيبورد يتصلون بشكل مباشر بجسم جهاز اللابتوب وفي حال وجود أي تلف فيهما فإن ذلك يشير إلى وجود تلف في جسم الجهاز.
نصيحة مهمة:
- جرّب لوحة المفاتيح بنفسك قبل الشراء، وتأكد من ملاءمتها ليديك وسهولة الكتابة عليها.
- اهتم بجودة "التاتش باد" وسلاسته، لأنك ستستخدمه كثيرًا في التنقل دون فأرة خارجية.
- في حال وجود أي تلف في كلا الإضافتين لا تقم بشراء الجهاز وعليك البحث عن جهاز أخر حتى وإن كان الجهاز يعمل على وحدات خارجية بكفاءة.
مثال على الجودة:
تُعد شركة Apple من القلائل الذين يولون عناية فائقة لتجربة المستخدم من خلال أدوات الإدخال، فلوحات مفاتيحها ليست مجرد وسيلة كتابة، بل تجربة ملموسة تتسم بالسلاسة والدقة، حتى أصبحت معيارًا يُحتذى به في الصناعة. وبالمثل، حافظت سلسلة ThinkPad من Lenovo على سمعتها القوية بفضل لوحات مفاتيحها المتينة والمريحة، حيث تجتمع البساطة والوظائف العملية لتمنح المستخدمين تجربة كتابة استثنائية، حتى في بيئات العمل الصارمة.
2. اختيار حجم غير مناسب
يقع كثيرون في خطأ اختيار حجم غير مناسب عند شراء لابتوب، فينساقون وراء المواصفات التقنية وينسون أن الحجم هو عامل حاسم في تجربة الاستخدام اليومية. فقد يبدو الجهاز ذو الشاشة الكبيرة جذابًا بوضوحه وسعته، لكنه سرعان ما يصبح عبئًا عند التنقل أو الاستخدام في الأماكن الضيقة. وفي المقابل قد يغريك الحجم الصغير بسهولة الحمل، لكنه لا يلبي احتياجاتك إن كنت تعتمد على برامج تتطلب مساحة عرض واسعة. المفتاح هنا ليس في الأكبر أو الأصغر، بل في الأنسب لنمط حياتك وبيئة عملك.
حجم اللابتوب يؤثر بشكل مباشر على سهولة الحمل والتنقل، وهو أمر غالبًا ما يغفل عنه المشتري عند التركيز على المواصفات التقنية فقط.
نصائح عند اختيار الحجم:
- إذا كنت تتنقل كثيرًا، فاختر جهازًا بحجم شاشة 13.3 أو 14 بوصة.
- أما إذا كنت ستستخدم الجهاز في مكان ثابت أو للأعمال الثقيلة، فقد يكون حجم 15.6 أو أكبر مناسبًا.
3. الانخداع بلمعان الشاشة
تُبهر بعض الشاشات الحديثة المستخدمين بسطوعها ولمعانها الجذاب، فتجعل الألوان تنبض بالحياة وتمنح انطباعًا أوليًا رائعًا، وكأنها مصممة لتسرق الأنظار فورًا. لكن هذا البريق يخفي جانبًا مظلمًا لا يدركه الكثيرون: الانعكاسات المزعجة تحت الإضاءة القوية، والإجهاد البصري مع الاستخدام الطويل، خاصة في البيئات الخارجية أو ذات الإضاءة المتغيرة. فبينما تبدو الشاشة براقة في المتجر، قد تتحول في الواقع إلى مصدر إزعاج يومي يرهق العين ويشتت التركيز. لذا لا تدع اللمعان يخدعك، فالمظهر لا يعني دائمًا الأداء الأفضل.
مشكلة الشاشات اللامعة:
- تسبب انعكاسات مزعجة في الأماكن المضيئة.
- تجهد العينين عند الاستخدام لفترات طويلة، خصوصًا في بيئات العمل الخارجية.
الأفضل:
اختر شاشة "مطفأة" (Matte) إذا كنت تستخدم الجهاز للعمل أو الدراسة، أو على الأقل تحقق من قدرتها على تقليل الانعكاسات.
4. التركيز الزائد على الألعاب
قد تبدو مواصفات اللعب في أجهزة اللابتوب مغرية كالحلم—كروت شاشة خارقة، تبريد متقدم، وتصميمات مستقبلية تلمع كالسيوف! لكن الحقيقة أن هذا البريق لا يناسب الجميع. فالكثير من المستخدمين ينجذبون للعبارات التسويقية ويدفعون مبالغ طائلة للحصول على قدرات رسومية لا يستخدمون منها سوى القليل، مثل شراء سيارة سباق للتنقل داخل الحي. في النهاية، إن لم تكن من عشاق الألعاب الثقيلة أو مصممي الجرافيك المحترفين، فقد تجد نفسك تملك وحشًا نائمًا لا تستفيد من قوته، بينما كان بإمكانك اقتناء جهاز عملي بسعر أقل وكفاءة أعلى لاحتياجاتك الفعلية.
متى تحتاج كرت شاشة قوي؟
- ألعاب الفيديو الحديثة: إذا كنت تلعب ألعاب AAA بجودة عالية (High أو Ultra) وبدقة 1080p أو 4K، فستحتاج إلى كرت شاشة قوي للحصول على أداء سلس بدون تقطيع.
- تحرير الفيديو والمونتاج: عند العمل على برامج مثل Adobe Premiere Pro أو DaVinci Resolve، حيث يُستخدم كرت الشاشة لتسريع العرض والمعالجة.
- تصميم الجرافيك ثلاثي الأبعاد: مثل استخدام برامج Blender أو Autodesk Maya، التي تعتمد بشكل كبير على المعالجة الرسومية.
- الواقع الافتراضي (VR): لأن تطبيقات الواقع الافتراضي تتطلب معدل إطارات مرتفع وتجهيز رسومي متقدم لتقديم تجربة سلسة.
- الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق: خصوصًا عند استخدام مكتبات مثل TensorFlow وPyTorch التي تستفيد من وحدات المعالجة الرسومية (GPU) لتسريع التدريب.
- تشغيل شاشات متعددة بدقة عالية: مثل إعدادات الشاشات المزدوجة أو الثلاثية بدقة 4K، حيث يحتاج المعالج الرسومي إلى قوة لتوزيع الحمل.
- محاكاة وأنظمة هندسية: كبرامج المحاكاة الفيزيائية أو المعمارية التي تعتمد على تسريع العرض ثلاثي الأبعاد.
- إذا كنت لا تقوم بأي من هذه المهام، فقد لا تحتاج إلى كرت شاشة قوي، ويمكنك الاعتماد على كرت مدمج في المعالج لتوفير المال والطاقة.
لكن إذا كنت تستخدم الجهاز لتصفح الإنترنت، أو العمل المكتبي، فلا داعي للاستثمار في مواصفات مرتفعة قد لا تستفيد منها.
5. المبالغة في حجم الذاكرة العشوائية (RAM)
يُنظر إلى الرام (RAM) كوقود سريع للكمبيوتر، لكن زيادته بلا حاجة يشبه ملء خزان سيارة صغيرة بوقود طائرة—لا فارق يُذكر إن لم تكن السرعة مطلوبة أصلًا! صحيح أن الرام يلعب دورًا كبيرًا في تحسين أداء المهام المتعددة وتشغيل البرامج بسلاسة، لكن المفهوم الخاطئ هو أن "المزيد دائمًا أفضل". في الحقيقة، معظم المستخدمين العاديين — الذين يتصفحون الإنترنت، يشاهدون الفيديوهات أو يستخدمون برامج مكتبية — لا يحتاجون لأكثر من 4 إلى 8 جيجابايت. التركيز على التوازن بين الرام والمعالج والتخزين هو ما يصنع الفرق الحقيقي في الأداء، لا مجرد الأرقام الكبيرة.
هل تحتاج أكثر من 8 جيجابايت؟
نعم، قد تحتاج أكثر من 8 جيجابايت من الرام إذا كنت من المستخدمين الذين يعتمدون على تطبيقات كثيفة الموارد. إليك الحالات التي تُبرر الترقية إلى أكثر من 8 جيجابايت:
- ✅ تصميم الجرافيك والمونتاج: برامج مثل Adobe Premiere وPhotoshop تستهلك الكثير من الرام أثناء التحرير والمعالجة.
- ✅ تشغيل الآلات الافتراضية (Virtual Machines): تحتاج كل آلة افتراضية إلى رام مخصص، لذا الترقية ضرورية للمبرمجين والمهندسين.
- ✅ تطوير الألعاب والبرمجيات: بيئات التطوير الكبيرة مثل Unity وVisual Studio تستفيد من رام إضافي لتقليل البطء.
- ✅ الألعاب الحديثة الثقيلة: ألعاب AAA بدقة عالية (مثل 2K أو 4K) تتطلب 16 جيجابايت أو أكثر لأداء مستقر.
- ✅ فتح عدد كبير من علامات التبويب في المتصفح: خاصةً مع تشغيل فيديوهات أو أدوات أونلاين تفاعلية.
- ✅ العمل على ملفات ضخمة في Excel أو قواعد بيانات: حيث تحتاج المعالجة إلى ذاكرة كبيرة.
في غير هذه الحالات، 8 جيجابايت كافية تمامًا.
💻 خلاصة: كيف تختار لابتوب يناسبك؟
اختيار اللابتوب المناسب ليس مسألة أرقام ومواصفات فقط، بل هو قرار شخصي واستراتيجي يجب أن يعكس أسلوب حياتك واحتياجاتك اليومية. إليك دليلًا موسّعًا يساعدك على اتخاذ القرار الصحيح:
✔ 1. حدد احتياجاتك بدقة
قبل أن تغوص في تفاصيل المعالجات وكروت الشاشة، اسأل نفسك:
- هل أستخدم الجهاز فقط لتصفح الإنترنت والدراسة؟
- هل أحتاجه لبرامج التصميم أو المونتاج مثل فوتوشوب أو بريمير؟
- هل سأستخدمه للألعاب الثقيلة أو محاكاة البرمجة والأنظمة؟
كل فئة من الاستخدامات تتطلب مواصفات مختلفة، لذا لا تبدأ بالبحث قبل تحديد هذه النقطة بدقة.
✔ 2. جرّب الجهاز بنفسك إن أمكن
الورق لا يُظهر كل شيء.
- جرب لوحة المفاتيح: هل هي مريحة للكتابة الطويلة؟
- انظر إلى الشاشة من زوايا مختلفة: هل الألوان واقعية؟ هل السطوع كافٍ؟
- افحص وزن الجهاز إذا كنت تنقله كثيرًا.
التجربة المباشرة قد تكشف لك نقاط ضعف لم تكن في الحسبان، حتى في الأجهزة باهظة الثمن.
✔ 3. لا تنخدع بالإعلانات أو المظهر الخارجي
- العلامات التجارية تعرف كيف تسوّق، لكنها لا تعرف بالضرورة ما تحتاجه أنت.
- بعض الأجهزة تبدو أنيقة، لكن أداءها لا يرتقي إلى السعر.
- ركز على ما خلف الغلاف: جودة التصنيع، التهوية، المتانة، وليس فقط اللون أو التصميم.
✔ 4. لا تدفع أكثر لمواصفات لا تحتاجها
أكبر خطأ شائع هو دفع مبلغ إضافي على:
- كرت شاشة مخصص للألعاب وأنت لا تلعب.
- رام 32 جيجابايت وأنت تستخدم وورد وتصفح الويب.
- معالج i9 أو Ryzen 9 بينما المهام الأساسية لا تتجاوز i5 أو Ryzen 5.
وفر هذا المال للاستثمار في بطارية أفضل، شاشة أنقى، أو قرص SSD أسرع. هذه العوامل تحدث فرقًا فعليًا في الأداء اليومي.
🎯 الخلاصة النهائية: لا تبحث عن "أفضل لابتوب"، بل ابحث عن "أفضل لابتوب لك أنت". الأجهزة كثيرة، لكن اللابتوب المثالي هو ما يخدم احتياجك دون مبالغة أو تقصير.