لماذا سُمّيت بعض البحار بأسماء الألوان؟ اكتشف أسرار البحر الأحمر، الأبيض، الأسود، والأصفر

هل لاحظت يومًا أن العديد من البحار حول العالم تحمل أسماء ألوان؟ مثل البحر الأحمر، البحر الأبيض المتوسط، البحر الأسود، والبحر الأصفر؟ قد تبدو هذه التسميات مجرد أوصاف جغرافية، لكنها في الواقع تحمل خلفيات تاريخية وطبيعية مثيرة تستحق التأمل. في هذا المقال، نستعرض الأسباب الحقيقية وراء هذه الأسماء، ونكشف العلاقة بين اللون والموقع والمناخ والمكونات البيئية لكل بحر.

⚫ البحر الأسود: بحر الرعب والعواصف

سُمي البحر الأسود بهذا الاسم نتيجة الرهبة التي كانت تصيب البحّارة عند الإبحار فيه، بسبب كثرة العواصف الرعدية والرياح العاتية التي كانت تُسبب كوارث بحرية متكررة. يقع البحر الأسود بين غرب روسيا الباردة شتاءً، وجنوب تركيا الرطبة، وغرب أوروبا التي تُعد مصدرًا للمنخفضات الجوية العميقة، مما يجعله منطقة نشطة جويًا. ورغم اسمه، فإن لون مياهه الحقيقي يميل إلى الأزرق الفاتح، وذلك بسبب كثرة العوالق النباتية (البيثوبلانكتون) الناتجة عن تدفق المياه العذبة من نهر الدانوب، وشبه انغلاقه مقارنة بالبحر الأبيض المتوسط.

⚪ البحر الأبيض المتوسط: بحر الاتساع والتوسط

سُمي البحر الأبيض بهذا الاسم نظرًا لاتساعه الكبير، حيث تظهر مياهه بلون فاتح يشبه المحيطات عند الإبحار فيه. أما وصفه بـ"المتوسط"، فيعود إلى موقعه الجغرافي الذي يتوسط ثلاث قارات: أوروبا شمالًا، إفريقيا جنوبًا، وآسيا شرقًا. هذا البحر يُعد من أهم المسطحات المائية في العالم من حيث التاريخ، التجارة، والتنوع البيئي، ويُشكل نقطة التقاء حضارات متعددة منذ آلاف السنين.

🔴 البحر الأحمر: انعكاس الجبال والطحالب

البحر الأحمر، المعروف تاريخيًا باسم "بحر القلزم"، اكتسب اسمه من انتشار الطحالب والعوالق التي تعكس اللون الأحمر أحيانًا، خاصة في ظروف معينة من الضوء والمناخ. كما أن الجبال الصخرية على جانبيه، في السعودية ومصر، تعكس عند الغروب لونًا أحمر على سطح الماء، مما يُضفي عليه طابعًا فريدًا. ورغم الاعتقاد الشائع بأن المرجان الأحمر هو سبب التسمية، إلا أن هذا النوع من المرجان نادر ويتركز في مناطق محدودة مثل جنوب اليمن وخليج العقبة.

🟡 البحر الأصفر: طمي الأنهار ولون الرمال

يفصل البحر الأصفر بين الصين وشبه الجزيرة الكورية، وسُمي بهذا الاسم بسبب اللون الأصفر الذي تسببه الرمال والطمي المحمول من الأنهار التي تصب فيه، مثل نهر هوانغ هو. تُغطي هذه الرواسب مساحة واسعة من قاع البحر، وتُعطي مياهه لونًا مميزًا يختلف عن البحار الأخرى، مما جعله يُعرف بهذا الاسم منذ قرون.

✨ خلاصة المقال

تُظهر هذه التسميات أن الطبيعة لا تختار الألوان عبثًا، بل تعكس خصائص بيئية وجغرافية وتاريخية فريدة لكل بحر. من العواصف إلى الطحالب، ومن الجبال إلى الأنهار، كل اسم يحمل قصة تستحق أن تُروى.

💬 شاركنا رأيك

هل كنت تعرف هذه الأسباب من قبل؟ وهل هناك بحار أخرى تحمل أسماء غريبة تستحق البحث؟ شاركنا في التعليقات، فقد تكون ملاحظتك بداية لمقال جديد!