قصة بشار بن برد الكاملة مع زوجته – أسرار لم تُروَ
🧔♂️ من هو بشار بن برد؟
الاسم الكامل: بشار بن برد بن يرجوخ العقيلي الكنية: أبو معاذ اللقب: المرعث الميلاد: سنة 96 هـ (حوالي 714م) – في البصرة الوفاة: سنة 168 هـ (حوالي 784م) – في بغداد الأصل: فارسي النسب، عربي النشأة الانتماء: مولى لبني عقيل من بني عامر
👁️ صفاته الشخصية
- وُلد أعمى، وكان يُضرب به المثل في قبح العين، لكنه امتلك ذكاءً حادًا وذاكرة شعرية خارقة.
- طويل القامة، ضخم الجسم، مجدور الوجه، جاحظ العينين.
- رغم إعاقته، كان حاضر البديهة، ساخرًا، جريئًا في التعبير، ومتمردًا على الأعراف.
📝 حياته الأدبية
يُعد من روّاد التجديد في الشعر العربي، حيث مزج بين البداوة والحضارة، وبين القديم والحديث.
- كتب في الغزل والهجاء والمدح والفلسفة والسخرية، وكان شعره مليئًا بالمفارقات والرمزية.
- قال عنه الجاحظ: "ليس في الأرض مولد قروي يعد شعره في المحدث إلا وبشار أشعر منه."
- بلغ عدد قصائده أكثر من 600 قصيدة، منها ما خُلد في كتب الأدب، ومنها ما ضاع بعد وفاته.
⚔️ نهايته المأساوية
- اتُهم في آخر حياته بالزندقة بسبب جرأته في الشعر، خاصة في الهجاء والسخرية من الدين.
- أمر الخليفة المهدي بجلده حتى الموت، فكانت نهايته مأساوية رغم مجده الأدبي.
📚 من أشهر أقواله
"إذا أنت لم تعشق ولم تدرِ ما الهوى، فكن حجرًا من يابس الصخر جلمدا." "ما أجملك في الحرام.. وما أقبحك في الحلال!"
قصة بشار بن برد الكاملة مع زوجته – أسرار لم تُروَ
في قلب العصر العباسي، ظهر شاعر فذّ لا يشبه أحدًا، اسمه بشار بن برد—ضريرٌ في البصر، لكنه نافذٌ في البصيرة، جريءٌ في نقده، وساخرٌ في لغته. ومن بين القصص المثيرة التي ارتبطت به، تأتي حادثة لا تزال تثير الجدل حتى اليوم: قصته الغريبة مع زوجته وجارته، حيث قال عبارته التي خلدتها كتب الأدب:
"ما أجملك في الحرام.. وما أقبحك في الحلال!"
🧩 خلفية القصة: شاعرٌ تُغريه الممنوعات
كان بشار بن برد يعيش حياة تجمع بين الشعر والعبث. ورغم أنه متزوج، فقد أُعجب بجارته الجميلة، فراح يتغزل بها، ويلاحقها بالكلمات والإشارات، حتى ضاقت ذرعًا به.
ومع أنها لم تستجب له، فإنها كانت ذكية بما يكفي لتعاقبه بشكل غير مباشر. تواصلت مع زوجته، التي فاجأت الجميع بردّ فعل غير تقليدي: قررت أن تتعاون معها لتلقين بشار درسًا قاسيًا… لكن بأسلوب غير مألوف.
🎭 الخطة الذكية: الظلام يكشف الحقيقة
تم الاتفاق على أن تستدرجه الجارة إلى موعد في غرفتها، بشرط أن يتم اللقاء في ظلام دامس "دون إشعال النار"، بدافع الحياء كما أوهمته. بشار وافق بكل حماسة، وبدأ يستعد للمشهد الذي تخيله في خياله.
دخل الغرفة المعتمة، وعلى غير علم منه، كانت زوجته في انتظاره، لا الجارة. وبعد أن حصل ما حصل، أُشعل الضوء فجأة، لتُكشف الخدعة: لم يكن الأمر "حرامًا"، بل كان "حلالًا" بالكامل.
💬 الصدمة والتعليق الخالد
صُدم بشار، لا مما حدث، بل من نفسه، من خيبة الخيال، من سقوط الوهم. ولم يجد سوى تلك العبارة اللاذعة يعبر بها عن لحظة انكشافه:
"ما أجملك في الحرام.. وما أقبحك في الحلال!"
كانت جملة تحمل في طياتها سخرية، ومرارة، واعترافًا غير مباشر بأن الجاذبية لا تكمن في الحقيقة، بل في الممنوع والمجهول والخيال.
🧠 تحليل ثقافي: هل نحن أسرى لما لا نملك؟
قصة بشار ليست مجرد موقف طريف، بل نافذة على النفس البشرية التي تنجذب لما لا تملكه، وترى في "المحرّم" جاذبية لا توجد في الواقع اليومي. إنها ظاهرة تتكرر في الحب، في الطموح، وحتى في الإبداع.
ربما كان بشار لحظتها يُعبر عن شعور جماعي، لا فردي فقط، بأننا نتوق لما لا يمكننا الوصول إليه، ونزهد فيما نملكه لأننا فقدنا شغف الاكتشاف فيه.
📚 بين الأدب والسخرية: بصيرة بشار التي لا تُنسى
بشار بن برد كان أكثر من شاعر؛ كان ناقدًا اجتماعيًا مغلفًا بالسخرية، ومن خلال هذه القصة، نرى بوضوح كيف استطاع أن يعكس صورة الإنسان الضعيف أمام خياله، وأن يُخلّد لحظة كان يمكن أن تُنسى، لكنها أصبحت رمزًا.