-->

شريط الأخبار

زهير بن أبي سلمى وامرؤ القيس: الغزل مقابل الحكمة في مرآة الشعر الجاهلي

صورة فنية مبتكرة بأسلوب تقليدي تُظهر مقارنة بين الشاعر الجاهلي امرؤ القيس في جانب الغزل وزهير بن أبي سلمى في جانب الحكمة، مع رموز القلب وغصن الزيتون، وخلفية ورقية قديمة، وكلمة "VS" في المنتصف، تعكس التباين بين الرؤية العاطفية والفكرية في الشعر الجاهلي.
في فضاء الشعر الجاهلي، يتقابل زهير بن أبي سلمى وامرؤ القيس كقطبين متباينين: أحدهما يتأمل الحياة بحكمة، والآخر يلهث خلف الحب والمغامرة. هذه المقارنة لا تهدف إلى المفاضلة، بل إلى فهم كيف عبّر كل منهما عن الإنسان العربي في لحظته الوجودية الخاصة.

امرؤ القيس والغزل بوصفه تجربة وجودية

  • يُلقب بـالملك الضليل، ويُعد رائد الغزل في الشعر العربي.
  • الغزل عنده ليس وصفًا للجمال فقط، بل تجربة حسية ومغامرة عاطفية.
  • يبدأ معلقته بـ: قِفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ، حيث يمتزج الحنين بالجسد والذاكرة.

سمات الغزل عند امرؤ القيس

السمة المثال الشعري الدلالة
وصف الجسد "وبيضة خدرٍ لا يُرامُ خباؤها" تصوير جسدي جريء
المغامرة "أجوب الفلا من دونها والجبال" عشق يتحدى الطبيعة
الحسية "تُضيء الظلام بعينين كأنهما..." الغزل بوصفه نورًا جسديًا

زهير بن أبي سلمى والحكمة بوصفها موقفًا أخلاقيًا

  • يُلقب بـحكيم الشعراء، ويُعرف بنزعته التأملية.
  • يبدأ معلقته بـ: أمن أم أوفى دمنةٌ لم تكلمِ، ثم ينتقل إلى قيم العدل والصدق والحذر من الأيام.

سمات الحكمة عند زهير

السمة المثال الشعري الدلالة
التأمل "ومن لا يَحلمْ عن الجاهل يندمْ" ضبط النفس
الأخلاق "وإن الحقَّ لا يُخفى على ذي بصيرة" دعوة للعدل
الزمن "فلا تأمننْ الأيامَ إنّ لها قلبًا" فلسفة الحياة

الغزل والحكمة في ميزان الشعر الجاهلي

العنصر امرؤ القيس زهير بن أبي سلمى
الموضوع المركزي الغزل والمغامرة الحكمة والأخلاق
اللغة تصويرية، حسية، جريئة رزينة، تأملية، دقيقة
الغاية التعبير عن الذات والعاطفة تهذيب النفس والمجتمع
التأثير تأسيس الغزل العربي تأسيس الشعر الأخلاقي

خاتمة

في مقارنة زهير وامرؤ القيس، نكتشف أن الشعر الجاهلي لم يكن صوتًا واحدًا، بل تعددًا في الرؤية والغاية. امرؤ القيس جسّد الإنسان العاشق، المتمرد، الباحث عن اللذة، بينما زهير جسّد الإنسان الحكيم، المتأمل، الباحث عن العدالة. وبين الغزل والحكمة، تتشكل صورة كاملة للوجدان العربي قبل الإسلام، وهي صورة تستحق أن تُعاد قراءتها في مشروع دار العلوم بوصفها مرآة للهوية والوعي.