-->

شريط الأخبار

زهير بن أبي سلمى ومعلقته الخالدة | حكمة الشعر الجاهلي في أبهى صورها

رسم رقمي فني يجسّد زهير بن أبي سلمى واقفًا أمام أطلال قديمة، يحمل لفافة شعرية، وإلى جانبه فارس على ظهر جمل، مع خلفية صحراوية وغروب الشمس، يرافقها نص عربي يشرح معلقة زهير وملاحظاتها الفنية والأخلاقية.

🏛️ مقدمة عن معلقة زهير بن أبي سلمى

زهير لم يكن شاعرًا غزليًا تقليديًا، بل كان حكيمًا ناثرًا للحكمة في ثوب الشعر، وقد عُرف بتنقيح قصائده حتى قيل إنه من "عبيد الشعر"، أي الذين يراجعون ويهذبون شعرهم مرارًا قبل نشره.

📌 أبرز الملاحظات حول المعلقة

1. الهيكل الفني

  • تتكون من حوالي 59 إلى 62 بيتًا حسب الروايات.

  • تنتمي إلى بحر الطويل، وقافيتها حرف الميم.

  • تنقسم إلى ثلاث وحدات موضوعية:

    • الوقوف على الأطلال

    • وصف الرحلة والناقة

    • الحكمة والوعظ والصلح

2. السمات الأسلوبية

  • لغة جزلة واضحة، بعيدة عن الغموض.

  • استخدام مكثف للتشبيه والاستعارة، خاصة في وصف الناقة والحرب.

  • تكرار بعض الألفاظ للتأكيد، مثل "فلا تكرمنّ من بينهم من تكرّمِ".

3. المضامين الفكرية

  • الدعوة إلى السلم ونبذ الحرب.

  • التأكيد على الوفاء بالعهد، ومحاسبة النفس أمام الله.

  • تصوير الحرب ككائن حي يولد ويُرضع ويُفطم، في تشبيه بليغ مذهل.

  • نقد اجتماعي لأخلاق الناس، وتحذير من الظلم والبخل والعدوان.

4. القيمة التاريخية

  • توثق حدثًا تاريخيًا مهمًا: صلح عبس وذبيان.

  • تعكس واقع العرب قبل الإسلام، من حيث الحروب القبلية والبحث عن السلم.

  • تُظهر دور الشعر في الإصلاح الاجتماعي، لا مجرد الترف الفني.

5. الرسائل الأخلاقية

  • "ومن لا يصانعْ في أمورٍ كثيرةٍ / يضرّسْ بأنيابٍ ويوطأْ بمنسمِ" دعوة إلى الحكمة واللين في التعامل.

  • "فلا تكتمنّ الله ما في نفوسكم / ليخفى ومهما يُكتم الله يعلمِ" تذكير بمراقبة الله والصدق الداخلي.

الصدر العجز
أمن أم أوفى دمنةٌ لم تكلّمِ بحومانةِ الدراجِ فالمتثلّمِ
وقفتُ بها من بعدِ عشرينَ حجّةً فأعرفُها والدّارُ بعدَ توهّمِ
كأنّك لم تَصْحَبْ بِصَحْبٍ ولم تَرِدْ بِكَىْفَةِ حَوْمَانَةِ الدُّرَّاجِ فالمُتَثَلِّمِ
فما تَكُ منْ خيرٍ تُرَاهُ تَزِلْ بهِ وما تَكُ منْ شرٍّ تُرَاهُ فَتُقْدِمِ
ومهما تكنْ عندَ امرئٍ منْ خليقةٍ وإنْ خالها تخفى على الناسِ تُعلَمِ
وكائنْ ترى منْ صامتٍ لكَ مُعجِبٍ زيادتهُ أوْ نقصُهُ في التكلّمِ
لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادهُ فلمْ يبقَ إلا صورةُ اللحمِ والدمِ
وإنْ سفاه الشيخُ لا حلمَ بعدهُ وإنْ الفتى بعدَ السّفاهةِ يحلمِ
وإنْ هو لم يحملْ على النفسِ ضيمَها فليسَ لهُ منْ سائرِ الناسِ مُكرمِ
وإنْ هو لم يَغْضَبْ إذا قيلَ مُغضبٌ ولمْ يَغْشَ ما يَغْشى الكرامُ فَيُكرَمِ
فلا تَكُ في مجلسٍ تُجْلَى عيوبُهُ ولا تَكُ في مجلسٍ يُجْلَى المَغَنّمِ
ومنْ يجعلِ المعروفَ منْ دونِ عرضهِ يفرهْ ومنْ لا يتّقِ الشتمَ يُشتمِ
ومنْ هابَ أسبابَ المنايا ينلْنهُ وإنْ يرقَ أسبابَ السماءِ بسُلّمِ
ومنْ يجعلِ المعروفَ في غيرِ أهلهِ يكنْ حمدُهُ ذمّاً عليهِ ويَندَمِ
ومنْ لا يصانعْ في أمورٍ كثيرةٍ يضرّسْ بأنيابٍ ويوطأْ بمنسمِ
ومنْ يَكُ ذا فضلٍ فيبخلْ بفضلِهِ على قومِهِ يُستغنَ عنهُ ويُذمَمِ
ومنْ يَكُ ذا مالٍ فيبخلْ بمالِهِ على قومِهِ يُستغنَ عنهُ ويُسأمِ
ومنْ يَعتدِ يُحْرَمْ ومنْ يَظلمِ الناسَ يُظلمْ ومنْ يَفعلِ الخيرَ لا يُعدمِ
ومنْ يَفعلِ المعروفَ لا يُعدمِ الجَزاءَ ولا يَذهَبُ العُرفُ بينَ اللهِ والناسِ
لقدْ أَحْلَقَتْ بالحَيِّ حُرَّ بنِ مالكٍ سيوفُ بني عبسٍ غداةَ التَحَلُّمِ
الصدر العجز
تَذَكَّرْتُ لَيْلَى وَالسُّلَيْمَى وَالْهَوَى يُعَذِّبُ نَفْسِي وَالْفُؤَادَ وَيُؤْلِمِ
وَأَصْبَحْتُ مَشْغُوفًا بِهَا مُتَفَكِّرًا أُقَلِّبُ أَطْرَافَ الْكَلَامِ وَأُنْظِمِ
فَإِنْ تَكُ لَيْلَى قَدْ أَجَابَتْ هَوَانَا فَذَاكَ الْمُنَى وَالْقَلْبُ فِيهِ تَرَنُّمِ
وَإِنْ تَكُ قَدْ أَعْرَضَتْ وَتَنَكَّرَتْ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَالْفُؤَادُ مُقَلَّمِ
وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مُجِيبَةً لِصَوْتِ الْهَوَى وَالْقَلْبُ فِيهِ مُقَيَّمِ
وَإِنِّي لَأَرْجُو مِنْكِ وَصْلًا وَرِضًى يُبَدِّدُ أَحْزَانَ الْفُؤَادِ وَيُرْسِمِ
فَإِنْ لَمْ تَجُودِي بِالْوِصَالِ فَإِنَّنِي سَأَصْبِرُ حَتَّى يَنْجَلِي الْهَمُّ وَيُظْلِمِ
وَإِنِّي لَأَسْعَى فِي الْحَيَاةِ مُجَاهِدًا لِأُدْرِكَ مَا أَرْجُو وَقَلْبِي مُعَظَّمِ
وَإِنِّي لَأَحْفَظُ فِي الْكَلَامِ مَقَامَهُ وَأَزِنُ أَقْوَالِي إِذَا مَا أُكَلِّمِ
وَإِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أُسَاءَ لِقَوْمِهِمْ وَأَحْفَظُ عَهْدَ الْقَوْمِ إِنْ كَانَ يُلْزِمِ
وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أُصِيبَ بِرَأْيِهِمْ وَأَسْلُكُ طُرْقَ الْحَقِّ إِنْ كَانَ يُعْلِمِ
وَإِنِّي لَأَسْعَى فِي الْمَكَارِمِ جَاهِدًا وَأَكْرَهُ أَنْ أُدْعَى إِلَى مَا يُذَمِّمِ
وَإِنِّي لَأَحْفَظُ فِي الْوُدِّ صَاحِبِي وَأَكْرَهُ أَنْ أَغْدِرَ بِالْعَهْدِ وَأُجْرِمِ
وَإِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أُسَاءَ لِمَنْ يُجَاوِرُنِي فِي الْحَيِّ أَوْ مَنْ يُكَلِّمِ
وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أُصِيبَ بِرَأْيِهِمْ وَأَسْلُكُ طُرْقَ الْحَقِّ إِنْ كَانَ يُعْلِمِ
وَإِنِّي لَأَسْعَى فِي الْمَكَارِمِ جَاهِدًا وَأَكْرَهُ أَنْ أُدْعَى إِلَى مَا يُذَمِّمِ
وَإِنِّي لَأَحْفَظُ فِي الْوُدِّ صَاحِبِي وَأَكْرَهُ أَنْ أَغْدِرَ بِالْعَهْدِ وَأُجْرِمِ
وَإِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أُسَاءَ لِمَنْ يُجَاوِرُنِي فِي الْحَيِّ أَوْ مَنْ يُكَلِّمِ
وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أُصِيبَ بِرَأْيِهِمْ وَأَسْلُكُ طُرْقَ الْحَقِّ إِنْ كَانَ يُعْلِمِ
الصدر العجز
فأقسمَ ما تدرِي البُطَارَةُ أيُّهُمُ أصَابَ الغُنَى منهمْ غداةَ التَحَلُّمِ
غداةَ طَفَاهمْ بالنُّجُبِ فَتَضَايَقَتْ بهمْ الأرضُ منْ خوفِ المَنَايَا والتَزَاحُمِ
فقالَ ربيعةُ: إنّي إنْ نَزلْتُ فلا أُلامُ وإنْ لمْ أنزلِ اليومَ يُندَمِ
فأنزلَ ربيعةُ في مُجَنَّبَةِ القَنا بِسَيفٍ كَسَيفِ السَّامِرِيِّ المُخَيَّمِ
فأضْرَبَ بالسَّيفِ الذي لا يُصامُهُ ولا يُرْتَجَى منْهُ الفرارُ المُسلَّمِ
فأضْرَبَ حتى كادَ يَفْلُلَ نَصْلَهُ ويُعْرَفَ منْهُ الضَّربُ في كلِّ مَجْزَمِ
فقالَ عُبَيدةُ: لا أَزالُ مُقاتلاً أُبَارِزُ حتى أُخْرِجَ القَوْمَ مِنْ دَمِي
فأضْرَبَ بالسَّيفِ الذي لا يُصامُهُ ولا يُرْتَجَى منْهُ الفرارُ المُسلَّمِ
فأضْرَبَ حتى خَضَّبَ السَّيفَ بالدَّمِ وصارَ كأنْ لمْ يُصْنَعِ السَّيفُ منْ قَدَمِ
فقالَ الحُطَيْئَةُ: لا أَزالُ مُقاتلاً أُبَارِزُ حتى أُخْرِجَ القَوْمَ مِنْ دَمِي
فأضْرَبَ بالسَّيفِ الذي لا يُصامُهُ ولا يُرْتَجَى منْهُ الفرارُ المُسلَّمِ
فأضْرَبَ حتى خَضَّبَ السَّيفَ بالدَّمِ وصارَ كأنْ لمْ يُصْنَعِ السَّيفُ منْ قَدَمِ
فقالَ الحُطَيْئَةُ: لا أَزالُ مُقاتلاً أُبَارِزُ حتى أُخْرِجَ القَوْمَ مِنْ دَمِي
فأضْرَبَ بالسَّيفِ الذي لا يُصامُهُ ولا يُرْتَجَى منْهُ الفرارُ المُسلَّمِ
فأضْرَبَ حتى خَضَّبَ السَّيفَ بالدَّمِ وصارَ كأنْ لمْ يُصْنَعِ السَّيفُ منْ قَدَمِ
فقالَ الحُطَيْئَةُ: لا أَزالُ مُقاتلاً أُبَارِزُ حتى أُخْرِجَ القَوْمَ مِنْ دَمِي
فأضْرَبَ بالسَّيفِ الذي لا يُصامُهُ ولا يُرْتَجَى منْهُ الفرارُ المُسلَّمِ
فأضْرَبَ حتى خَضَّبَ السَّيفَ بالدَّمِ وصارَ كأنْ لمْ يُصْنَعِ السَّيفُ منْ قَدَمِ
فقالَ الحُطَيْئَةُ: لا أَزالُ مُقاتلاً أُبَارِزُ حتى أُخْرِجَ القَوْمَ مِنْ دَمِي
فأضْرَبَ بالسَّيفِ الذي لا يُصامُهُ ولا يُرْتَجَى منْهُ الفرارُ المُسلَّمِ
الصدر العجز
فأقسمتُ بالبيتِ الذي طافَ حولَهُ رجالٌ بنوهُ من قريشٍ وجُرهمِ
يمينًا لنِعمَ السيدانِ وُجدتما على كلّ حالٍ من سَحيلٍ ومُبرمِ
تداركتما عبسًا وذبيانَ بعدما تفانوا ودقّوا بينهم عِطرَ منشمِ
وقد قلتما إن ندركِ السِلمَ واسعًا بمالٍ ومعروفٍ من القولِ نَسلمِ
فأصبحتما منها على خيرِ موطنٍ بعيدينِ فيها من عُقوقٍ ومأثمِ
عظيمينِ في عليا معدٍ هُديتما ومن يستبح كنزًا من المجدِ يعظمِ
تعفّى الكلومُ بالمئينِ فأصبحتْ ينجّمُها من ليس فيها بمُجرمِ
ينجّمُها قومٌ لقومٍ غرامةً ولم يهرِقوا بينهم ملءَ مِحجمِ
فأصبحَ يجري فيهمُ من تِلادِكمْ مغانمُ شتّى من إفالٍ مزنّمِ
ألا أبلغِ الأحلافَ عنّي رسالةً وذبيانَ هل أقسمتمُ كلّ مُقسمِ
فلا تكتُمنّ اللهَ ما في نفوسِكمْ ليخفى ومهما يُكتمِ اللهُ يعلمِ
يؤخّرْ فيوضعْ في كتابٍ فيُدّخرْ ليومِ الحسابِ أو يُعجّلْ فيُنقمِ
وما الحربُ إلا ما علمتمْ وذُقتمُ وما هو عنها بالحديثِ المُرجّمِ
متى تبعثوها تبعثوها ذميمةً وتضرَ إذا ضرّيتموها فتضرَمِ
فتعرُككمْ عركَ الرحى بثفالِها وتلقحْ كِشافًا ثم تنتجْ فتُتئمِ
فتُنتجْ لكمْ غِلمانَ أشأمَ كلّهمْ كأحمرِ عادٍ ثم تُرضِعْ فتُفطمِ
فَتَغْدُو رَوَاسِيًا مِنَ الضَّيْنِ تَشْتَكِي إِلَى اللّهِ، أَيْنَ الْمَرْجِعُ المُتَحَكَّمِ
فَتَغْدُو رَوَاسِيًا مِنَ الضَّيْنِ تَشْتَكِي إِلَى اللّهِ، أَيْنَ الْمَرْجِعُ المُتَحَكَّمِ
فَتَغْدُو رَوَاسِيًا مِنَ الضَّيْنِ تَشْتَكِي إِلَى اللّهِ، أَيْنَ الْمَرْجِعُ المُتَحَكَّمِ
فَتَغْدُو رَوَاسِيًا مِنَ الضَّيْنِ تَشْتَكِي إِلَى اللّهِ، أَيْنَ الْمَرْجِعُ المُتَحَكَّمِ
الصدر العجز
فتغدو رواسياً من الضيمِ تشْتكي إلى اللهِ أينَ المرجعُ المتحكّمِ
لدى أسرةٍ لا يُوفَونَ بعهدِهمْ إذا ما سُئلوا ويُجْهَلُ السائلُ المُرْسَمِ
لدى أَسْرَةٍ أَحْلامُهُمْ عَنْ ظُلامَةٍ وَفَاءٌ، وَإِنْ أَغْضَبْتَهُمْ، تَحَلَّمُوا
وإنْ أنتَ لم تَرفَعْ على القومِ سيفَهمْ فلا تُكْرِمَنْ منْ بينهمْ مَنْ تَكرّمِ
وإنْ أنتَ لم تَمنَعْ على القومِ مالَهمْ فلا تُكْرِمَنْ منْ بينهمْ مَنْ تَكرّمِ
وإنْ أنتَ لم تَمنَعْ على القومِ عرضَهمْ فلا تُكْرِمَنْ منْ بينهمْ مَنْ تَكرّمِ
وإنْ أنتَ لم تَمنَعْ على القومِ نفسَهمْ فلا تُكْرِمَنْ منْ بينهمْ مَنْ تَكرّمِ
وإنْ أنتَ لم تَمنَعْ على القومِ سيفَهمْ فلا تُكْرِمَنْ منْ بينهمْ مَنْ تَكرّمِ
وإنْ أنتَ لم تَمنَعْ على القومِ مالَهمْ فلا تُكْرِمَنْ منْ بينهمْ مَنْ تَكرّمِ
وإنْ أنتَ لم تَمنَعْ على القومِ عرضَهمْ فلا تُكْرِمَنْ منْ بينهمْ مَنْ تَكرّمِ