-->

شريط الأخبار

طرفة وزهير بن أبي سلمى: الحكمة مقابل التمرد

رسم تعبيري لشخصين عربيين متقابلين، أحدهما شاب بملامح متمردة ونظرة حادة، والآخر شيخ بملامح رزينة ونظرة متأملة، بينهما رموز تعبر عن الصراع بين الحكمة والتمرد

🧭 مقدمة

في فضاء الشعر الجاهلي، تتقابل شخصيتان شعريتان متناقضتان: طرفة بن العبد، الشاعر المتمرد الذي واجه السلطة والقبيلة، وزهير بن أبي سلمى، الحكيم الرزين الذي دعا إلى السلام والفضيلة. هذه المقالة تستعرض كيف تجلّت الحكمة والتمرد في شعر كل منهما، وتقدم قراءة تحليلية في فلسفة كل شاعر تجاه الحياة والموت والمجتمع.

⚔️ طرفة بن العبد: التمرد والوعي الفردي

طرفة كتب من داخل ذاته، لا من داخل القبيلة. هجا الملك عمرو بن هند، ورفض الخضوع، فكان مصيره القتل.

فليت لنا مكانَ الملكِ عمرو رَغوثًا حولَ قبتِنا تخورُ

في شعره نلمح:

  • رفضًا للسلطة المركزية.
  • وعيًا بالموت كفناء لا يميز بين الناس.
  • رمزية عالية في تصوير الناقة والزمن.

🧠 زهير بن أبي سلمى: الحكمة والاعتدال

زهير يُعد شاعر الحكمة الأول في الجاهلية، دعا إلى الصلح بين عبس وذبيان، ومدح المصلحين، وكتب شعرًا أخلاقيًا رصينًا.

ومن لم يصانع في أمور كثيرة يضرس بأنياب ويوطى بمنسم

في شعره نلمح:

  • دعوة إلى السلم والوفاء.
  • حكمة نابعة من التجربة والزمن.
  • أسلوب تعليمي ونصحي، بعيد عن الغموض.

📊 مقارنة تحليلية

المحور طرفة بن العبد زهير بن أبي سلمى
المنطلق الشعري الذات الفردية والتمرد الحكمة الجماعية والتهذيب
فلسفة الموت فناء وجودي وعبث الزمن خوف أخلاقي من العواقب
الصور الشعرية رمزية، مكثفة، فلسفية واقعية، تعليمية، أخلاقية
الأسلوب متعدد الأصوات، متداخل منقح، مباشر، واضح

🧩 خاتمة

بين طرفة وزهير، تتجلى ثنائية الشعر الجاهلي: التمرد مقابل الحكمة، الذات مقابل الجماعة، الفناء مقابل الفضيلة. كلاهما كتب ليخلّد رؤيته، لكن أحدهما اختار أن يصرخ، والآخر أن ينصح. وفي هذا التباين، تتجلى عبقرية الشعر العربي القديم.