-->

شريط الأخبار

حضور زهير بن أبي سلمى في المناهج الدراسية العربية

رسم فني يُظهر زهير بن أبي سلمى كمُعلّم في صف عربي تقليدي، يشرح بيتًا شعريًا على السبورة أمام طلاب يرتدون زيًا تراثيًا، في مشهد يرمز لحضوره التربوي في المناهج الدراسية.

🏺 تمهيد

زهير بن أبي سلمى، أحد أعمدة الشعر الجاهلي، يُعرف بحكمته، وعمق تأمله، وابتعاده عن الصخب اللفظي. ومع ذلك، فإن حضوره في المناهج الدراسية العربية ظل محصورًا في نماذج محددة، تُقدّم غالبًا بوصفها "نصوصًا محفوظة"، لا "رؤى قابلة للتأمل". فهل أنصفته المناهج؟ وهل استُثمرت قيمه الفكرية والأخلاقية في بناء وعي الطالب العربي؟

📚 أولًا: كيف يُقدَّم زهير في المناهج الدراسية؟

نمط التقديم التقليدي:

  • يُدرّس غالبًا في المرحلة الثانوية ضمن وحدة "المعلقات".

  • يُركّز على قصيدته الشهيرة: "أمن أم أوفى دمنةٌ لم تكلمِ".

  • يُعرض كنموذج لـ"الشعر الحكمي"، دون تحليل عميق لسياقه الاجتماعي أو الفني.

عناصر التقديم:

  • حفظ الأبيات.

  • شرح المفردات.

  • استخراج الصور البلاغية.

  • تحديد نوع الأسلوب (خبري، إنشائي، إلخ).

هذا التقديم يُحوّل زهير من شاعر متأمل إلى مجرد تمرين لغوي.

🧠 ثانيًا: ما الذي يُمكن أن تقدّمه قصائد زهير تربويًا؟

زهير لا يُقدّم فقط بلاغة لغوية، بل يُقدّم رؤية أخلاقية وفكرية يمكن أن تُغني المناهج التربوية:

قيم تربوية في شعره:

  • الحلم وضبط النفس:

  • الجزاء الأخلاقي:

  • الاعتراف بالفضل:

إمكانات تربوية:

  • تعزيز التفكير النقدي عبر تحليل المواقف الأخلاقية.

  • تدريب الطلاب على المقارنة بين القيم الجاهلية والمعاصرة.

  • إدماج الشعر في مناقشات فلسفية واجتماعية.

🎯 ثالثًا: لماذا لا يُستثمر زهير كما يجب؟

أسباب القصور:

  • هيمنة التلقين: التركيز على الحفظ بدل التأمل.

  • غياب السياق الثقافي: لا يُربط شعر زهير بالتحولات الاجتماعية في الجاهلية.

  • ضعف التكامل بين الأدب والفكر: يُدرّس الشعر كفن لغوي فقط، لا كأداة لفهم الإنسان.

نتائج ذلك:

  • فقدان الطالب للصلة بين الشعر والحياة.

  • اختزال زهير في "بيت حكمة"، بدل أن يُقدَّم كمفكر شعري.

📊 مقارنة بين تقديم زهير في المناهج وبعض الشعراء الآخرين

الشاعر نمط التقديم الوظيفة التربوية درجة التفاعل
زهير بن أبي سلمى حكمي، محفوظ أخلاقي، تأملي ضعيف
عنترة بن شداد فخري، سردي هوياتي، تحفيزي مرتفع
امرؤ القيس غزلي، تصويري بلاغي، جمالي متوسط

🛠️ رابعًا: كيف يمكن تطوير حضور زهير في المناهج؟

توصيات عملية:

  • إدماج شعره في وحدات "الفكر الأخلاقي" لا فقط "البلاغة".

  • تقديمه عبر مواقف حياتية تُحفّز النقاش.

  • استخدام أسلوب التعليم بالسياق: ربط الأبيات بالواقع الاجتماعي.

  • إدخال مقارنات بين زهير وفلاسفة الأخلاق مثل سقراط أو ابن رشد.

بهذه الطريقة، يتحوّل زهير من شاعر محفوظ إلى مُعلّم أخلاقي حي.

🏁 خاتمة

زهير بن أبي سلمى يستحق أكثر من مجرد حضور رمزي في المناهج الدراسية. إن شعره، بما يحمله من قيم الحلم، والعدل، والاعتراف، يُمكن أن يُشكّل حجر زاوية في بناء وعي الطالب العربي. لكن ذلك يتطلب نقلة تربوية من التلقين إلى التأمل، ومن الحفظ إلى الحوار. فزهير ليس شاعرًا من الماضي، بل هو صوتٌ يمكن أن يُعلّمنا كيف نُفكّر، لا فقط كيف نُعرب.