-->

شريط الأخبار

المفردات الأخلاقية والدينية في شعر زهير بن أبي سلمى

رسم رقمي لزهير بن أبي سلمى بملامح وقورة، بجانبه لفافة مكتوبة وثلاث مفردات عربية: الصدق، العدل، التقوى، في خلفية تراثية دافئة.

مقدمة:

المفردات الأخلاقية والدينية في شعر زهير بن أبي سلمى: قراءة في القيم والمعاني زهير بن أبي سلمى، أحد أبرز شعراء الجاهلية، لم يكن مجرد ناظم للمعلقات، بل كان حاملًا لرسالة أخلاقية تتجاوز حدود الزمان والمكان. في شعره تتجلى مفردات تعكس منظومة قيمية متماسكة، تتداخل فيها الأخلاق والدين، لتشكل نسيجًا فريدًا من الحكمة والتأمل.

السياق الثقافي والديني في العصر الجاهلي

  • المجتمع الجاهلي آمن بمبادئ مثل الوفاء، الكرم، الصدق، والعدل.
  • الدين لم يكن مؤسسيًا، بل قائمًا على الإيمان بالقضاء والقدر، والخوف من العاقبة.
  • زهير يعكس هذا السياق برؤية فلسفية أخلاقية تتسم بالاتزان والتأمل.

المفردات الأخلاقية في شعر زهير

المفردة السياق الشعري الدلالة الأخلاقية
الوفاء "ومن لا يَفِ للناسِ يُفقد وفاءهم" قيمة اجتماعية تحفظ العلاقات
العدل "وإن الحقَّ لا يُخفى على ذي بصيرة" دعوة للإنصاف وتجنب الظلم
الحلم "ومن لا يَحلمْ عن الجاهل يندمْ" ضبط النفس والتسامح
الصدق "وإنّ الكذبَ يهدمُ ما بُنيَ من المجد" أساس الثقة والمروءة

المفردات الدينية في شعر زهير

  • الإيمان بالجزاء: "ومن لا يُجزِ الخيرَ يُجزَ بنقمه"
  • الخوف من العاقبة: "فلا تأمننْ الأيامَ إنّ لها قلبًا"
  • الاعتراف بالقضاء والقدر: "تُدبّرُ الأمورَ يدٌ لا تُرى"

التوظيف الفني للمفردات

زهير لا يكتفي بذكر القيم، بل يوظفها ضمن بنية شعرية متماسكة:

  • التكرار: لتأكيد القيمة مثل "الحق، الحق، الحق"
  • المقابلة: بين الخير والشر، لتوضيح المفاضلة الأخلاقية
  • الاستعارة: مثل وصف الكذب بـ"السمّ"، والصدق بـ"الضياء"

أثر المفردات الأخلاقية والدينية في المتلقي

  • شعر زهير كان يُقرأ في المجالس بوصفه مصدرًا للحكمة.
  • ساهمت مفرداته في تشكيل وعي جماعي لدى العرب قبل الإسلام.
  • استُشهد بشعره في الخطابة والوعظ حتى بعد ظهور الإسلام.

خاتمة

زهير بن أبي سلمى لم يكن شاعرًا فحسب، بل كان مُهندسًا للقيم، يبني قصائده على أساس أخلاقي وديني متين. مفرداته ليست مجرد كلمات، بل مفاتيح لفهم الإنسان العربي في لحظة ما قبل التحول الإسلامي. وفي مشروع دار العلوم، فإن إعادة قراءة هذه المفردات تفتح بابًا لفهم أعمق للتراث العربي، وتعيد الاعتبار للشعر بوصفه أداة للتهذيب والتنوير.