-->

شريط الأخبار

زهير والنابغة: الشعر السياسي والاجتماعي في العصر الجاهلي

صورة رمزية بأسلوب المخطوطات الإسلامية تُظهر زهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني في مواجهة فكرية، يتوسطهما جدول مقارنة بالعربية يبرز الفروق في الغرض السياسي، الأسلوب البلاغي، العلاقة بالسلطة، والقيم الأخلاقية، مع خلفية تراثية تضم مسجدًا وقبة، تعكس عمق الشعر العربي القديم وتداخله مع الحكمة والدبلوماسية.

✨ مقدمة

في قلب الصحراء الجاهلية، لم يكن الشعر مجرد وسيلة للتعبير الفني، بل كان منبرًا سياسيًا واجتماعيًا يُستخدم للتأثير، التوجيه، وحتى المصالحة. وبين شعراء هذا العصر، يبرز اسمان لامعان: زهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني، اللذان حملا الشعر إلى آفاق تتجاوز الذات، لتلامس هموم القبيلة والدولة.

🧠 زهير بن أبي سلمى: شاعر الحكمة والمصالحة

  • اشتهر زهير بلغة متزنة، خالية من الهجاء، تميل إلى التأمل والحكمة.
  • استخدم شعره في فضّ النزاعات، كما في قصيدته الشهيرة التي مدح فيها الحارث بن عوف وهرم بن سنان بعد صلحهم بين عبس وذبيان.
  • ركّز على القيم الاجتماعية مثل الوفاء، الحذر، والصدق، مما جعل شعره أقرب إلى خطاب سياسي أخلاقي.
تَدارَكتُمَا عَبْسًا وذُبْيانَ بعدما تَفانَوْا، ودَقُّوا بينهم عِطرَ مَنْشِمِ

🗣️ النابغة الذبياني: شاعر البلاط والدبلوماسية

  • عاش في بلاط النعمان بن المنذر، وكان شاعرًا رسميًا يُستخدم في التوازنات السياسية.
  • امتاز شعره بالمدح الرفيع، والاعتذار السياسي، كما في قصيدته الشهيرة "اعتذاريته" للنعمان.
  • استخدم أسلوبًا بلاغيًا راقيًا، يخاطب فيه الملوك والقبائل بلغة دبلوماسية.
فإنك شمسٌ والملوكُ كواكبٌ إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ

📊 مقارنة بين زهير والنابغة

العنصر زهير بن أبي سلمى النابغة الذبياني
الغرض السياسي فضّ النزاعات، توثيق المصالحات مدح الملوك، الاعتذار الدبلوماسي
الأسلوب البلاغي تقريري حكيم تصويري رفيع ومجازي
العلاقة بالسلطة مستقل، وسيط اجتماعي مرتبط بالبلاط الملكي مباشرة
القيم الأخلاقية الصدق، الحذر، الوفاء التوازن، الذكاء، حسن الاعتذار

🔍 الشعر كأداة سياسية واجتماعية

كلا الشاعرين استخدم الشعر كوسيلة للتأثير في الرأي العام القبلي. زهير كان صوت العقل والحكمة، والنابغة كان صوت البلاط والدهاء. هذا التنوع يعكس كيف كان الشعر الجاهلي يتجاوز الغزل والفخر، ليصبح أداة سياسية واجتماعية فعالة.

🧠 خاتمة تحليلية

زهير والنابغة لم يكونا مجرد شعراء، بل كانا "مستشارين شعريين" في زمن لا يعرف الصحافة ولا الخطابات الرسمية. الأول خاطب الضمير الجمعي، والثاني خاطب السلطة. وبينهما، تشكّلت ملامح الشعر السياسي والاجتماعي في الجاهلية، لتكون نواة لما سيأتي لاحقًا في الشعر الإسلامي والعباسي.