حضارة الأزتك: إمبراطورية عظيمة غيرت تاريخ المكسيك
الآزتيك هم شعبٌ أسّس واحدة من أعظم الإمبراطوريات في تاريخ الأمريكتين. ظهرت حضارتهم في وادي المكسيك، وبلغت أوجها بين عامي 1428 و1521 قبل أن تُسقطها الغزوات الإسبانية. ورغم الدمار، لا تزال آثارهم الثقافية حاضرة في الحياة المكسيكية حتى اليوم.
من هم الآزتيك؟
كلمة "آزتيك" تُشير إلى شعب المكسيكا (Mexica) الذين عاشوا في وادي المكسيك، واتخذوا من مدينة تينوتشتيتلان عاصمة لهم، وهي نفس موقع مكسيكو سيتي اليوم. هذه المدينة كانت معجزة هندسية، بُنيت على جزر وأراضٍ مستصلحة وسط البحيرة، واحتوت على معابد، قصور، وقنوات مائية معقدة.
بداية إمبراطورية الآزتيك
تأسست الإمبراطورية عام 1428، وشملت أجزاءً كبيرة من وسط وجنوب المكسيك، حتى وصلت إلى حدود غواتيمالا. نشأت الحضارة الأزتكية بعد أن استوعب الآزتيك ثقافات من سبقهم، مثل التولتك والمايا.
المعتقدات الدينية والقرابين البشرية
كان الآزتيك يعبدون قوى الطبيعة مثل الشمس، المطر، والرياح. ومن أبرز آلهتهم:
-
ويتزيلوبوتشتلي: إله الشمس والحرب.
-
تلالوك: إله المطر.
ولإرضاء هذه الآلهة، مارس الكهنة طقوس القرابين البشرية بشكل منتظم، وخاصة من أسرى الحروب. في بعض المناسبات، تم تقديم آلاف الضحايا، كما حدث عام 1487 حيث قُدِّم نحو 80 ألف ضحية في احتفال ديني واحد.
التقويم والمعرفة الفلكية
طور الأزتك تقويمين:
-
تقويم ديني مكوّن من 260 يومًا.
-
تقويم شمسي من 365 يومًا، يشبه تقاويم المايا والأولمك.
اعتمدوا على مواقع النجوم لتحديد مواعيد الأعياد والزراعة والطقوس.
الحياة اليومية والتجارة
-
لم يستخدم الأزتك العملات المعدنية، بل اعتمدوا على الكاكاو والملابس والملح كوسائل للتبادل.
-
كانت وسائل النقل تشمل القوارب الصغيرة والحمالين البشريين.
-
انتشر التجّار في مختلف المدن، وكان بعضهم يعمل كجواسيس للإمبراطورية.
الفن والعمارة
عبّر الفن الأزتكي عن الطابع الديني والحربي، وشمل:
-
التماثيل الحجرية.
-
الرسومات الملونة على جدران المعابد وورق الشجر.
-
حجر التقويم الشهير الذي يمثل تصورهم للكون والشمس والزمان.
النساء في مجتمع الأزتك
-
كانت النساء تعمل في طحن الذرة، النسيج، والصباغة.
-
استخدمن ألياف الماجواي لصناعة الملابس الملوّنة.
-
لبسن تنانير طويلة وصدريات ذات زخارف هندسية.
نهاية الإمبراطورية… ولكن ليس الحضارة
في عام 1521، غزا الإسبان بقيادة هيرنان كورتيس العاصمة تينوتشتيتلان، وأسقطوا الإمبراطورية. ومع ذلك، بقي إرث الآزتيك حيًا:
-
أكثر من مليون مكسيكي يتحدثون ناهواتل، لغة الأزتك.
-
تستمر الحفريات الأثرية في مكسيكو سيتي لاكتشاف المزيد من معابدهم ومجوهراتهم.
خاتمة
حضارة الأزتك مثالٌ على عظمة الشعوب الأصلية في الأمريكتين، وتأثيرها مستمر حتى اليوم في الثقافة، اللغة، والهوية المكسيكية. إذا أعجبتك هذه الرحلة في تاريخ الأزتك، شارك المقال واطّلع على مزيد من الحضارات القديمة على موقع دار العلوم.