🌪️ إعصار ميلتون: حين تصرخ الطبيعة بأعلى صوتها
في فجر يومٍ بدا عاديًا على سواحل فلوريدا الأمريكية، كانت السماء تُخفي في طياتها غضبًا لا يُشبه أي غضب وقوة ليست كأي قوة، إنها قوة جامعة يطلق عيها إعصار "ميلتون"، والإعصار هو ظاهرة جوية عنيفة تتمثل في دوامة هوائية ضخمة تدور حول مركز منخفض الضغط، وتتشكل غالبًا فوق المحيطات الدافئة في المناطق الاستوائية، وإعصار "ميلتون" في الولايات الامريكية قد اصبح صرخة للطبيعة في وجه الإنسان، "ميلتون" الاسم الذي تحوّل من مجرد مصطلح في نشرات الطقس إلى عنوانٍ مأساوي في تاريخ الكوارث الطبيعية، اجتاح الولاية بقوة الفئة الخامسة، ليصبح أحد أعنف الأعاصير في المحيط الأطلسي على الإطلاق.
🔬 من أين جاء هذا الوحش الجوي؟
تشكل ميلتون من اضطراب استوائي في غرب البحر الكاريبي الذي يقع غرب المحيط الأطلسي، ثم توحد في خليج كامبيتشي في 5 أكتوبر 2024. خلال 48 ساعة فقط، خضع لتكثف انفجاري، حيث انخفض الضغط الجوي إلى 897 هيكتوباسكال، وبلغت سرعة الرياح 285 كم/ساعة. هذا التدرج الحاد في الضغط، الناتج عن حجمه الصغير نسبيًا، جعل الرياح أكثر شراسة من أعاصير أكبر حجماً، فأصبح من الأعاصير الأقوى عبر التاريخ وقد تسبب بدمار شامل وهائل في المنطقة، حتى أنه اقتلع الأشجار وأعمدة الإنارة وحرك المركبات من أماكنها.
🏚️ آثار الدمار: حين تتكلم الأرقام
الخسائر المادية: قُدرت بـ50 مليار دولار، وهو رقم يُجسد حجم الكارثة.
الضحايا: أكثر من 16 قتيلًا، وملايين من السكان بلا كهرباء.
الإخلاء: شهدت فلوريدا واحدة من أكبر عمليات الإخلاء في تاريخها الحديث.
🧠 لماذا كان ميلتون مختلفًا؟
ما ميّز ميلتون لم يكن فقط شدته، بل توقيته. فقد ضرب فلوريدا بعد أقل من أسبوعين من إعصار "هيلين"، وكأن الطبيعة قررت أن تختبر قدرة البشر على الصمود مرتين متتاليتين. كما أن حجمه الصغير جعل انتقال الضغط أسرع وأكثر حدة، مما ولّد رياحًا تفوق التوقعات.
✍️ تأملات في وجه العاصفة
إعصار ميلتون ليس مجرد ظاهرة جوية، بل هو تذكير صارخ بأن الإنسان، رغم كل تقدمه، ما زال صغيرًا أمام جبروت الطبيعة. إنه قصيدة غضب كتبتها الرياح على جدران المدن، وصرخة في وجه الغفلة المناخية.