--> -->

قصيدة أضرت بها الحاجات حتى كأنها | وصف رمزي للناقة في شعر أوس بن حجر الجاهلي

author image
رسم تراثي يُجسّد ناقة منهكة تسير في صحراء واسعة، بارزة الأضلاع، تحمل حملًا ثقيلًا من الأمتعة، وخلفها راية قبيلة ترفرف في الأفق، في مشهد رمزي يُعبّر عن الصبر والنجدة والقدرة على اختراق الفلاة رغم الإنهاك.

مقدمة:

في هذه القصيدة، يرسم أوس بن حجر صورةً رمزيةً لناقة أنهكتها الحاجات، حتى بدت كأنها جسدٌ نُهش من شدّة التعب. لكن الوصف هنا ليس تقليديًا، بل يتجاوز الشكل إلى تصوير فلسفي للحركة، والنجدة، والقدرة على اختراق الفلاة رغم الإنهاك. القصيدة تُجسّد كيف يتحوّل الكائن إلى رمز، والرحلة إلى اختبار، والناقة إلى مرآة للذات الجاهلية في صراعها مع الزمن والمسافة.

القصيدة:

🔢 البيت الأول البيت الثاني
1 أَضَرَّتْ بِهَا الْحَاجَاتُ حَتَّى كَأَنَّهَا أَكَبَّ عَلَيْهَا جَازِرٌ مُتَعَرِّقُ
2 تَضَمَّنَهَا وَهْمٌ رَكُوبٌ كَأَنَّهُ إِذَا ضَمَّ جَنْبَيْهِ الْمَخَارِمُ رَزْدَقُ
3 عَلَى جَازِعٍ جَوْزِ الْفَلَاةِ كَأَنَّهُ إِذَا مَا عَلَا نَشْزاً مِنَ الْأَرْضِ مُهْرِقُ
4 يُوَازِي مِنَ الْقَعْقَاعِ مَوْراً كَأَنَّهُ إِذَا مَا انْتَحَى لِلْقَصْدِ سَيْحٌ مُشَقَّقُ
5 كِلَا طَرَفَيْهِ يَنْتَهِي عِنْدَ مَنْهَلٍ رَوَاءٍ فَعُلْوِيٌّ وَآخَرُ مُعْرِقُ
6 يَدُفُّ فُوَيْقَ الْأَرْضِ فَوْتاً كَأَنَّهُ بِإِعْجَالِهِ الطَّرْفُ الْحَدِيدُ مُعَلَّقُ
7 وَتَبْرِي لَهُ زَعْرَاءُ أَمَّا انْتِهَارُهَا فَفَوْتٌ وَأَمَّا حِينََ يَعْيَى فَتَلْحَقُ
8 كَأَنَّ جِهَازاً مَا تَمِيلُ عَلَيْهِمَا مُقَارِبَةٌ أَخْصَامُهُ فَهْوَ مُشْنَقُ
9 إِذَا اجْتَهَدَا شَدّاً حَسِبْتَ عَلَيْهِمَا عَرِيشاً عَلَتْهُ النَّارُ فَهْوَ يُحَرَّقُ
10 عَسَلَّقَةٌ رَبْدَاءُ وَهْوَ عَسَلَّقُ