قصيدة أيتها النفس أجملي جزعا | رثاء أوس بن حجر في تصوير الفقد والبطولة الجاهلية
مقدمة:
حين يكتب أوس بن حجر، لا يرثي فحسب، بل يُعيد تشكيل الحزن في قالب من البطولة
والكرامة. في قصيدة "أيتها النفس أجملي جزعا"، لا نسمع بكاءً، بل نقرأ وصيةً
للنفس أن تتجلّد، لأن الفقد هنا ليس انكسارًا، بل امتدادٌ لمجد من رحل. إنها
لحظة شعرية يتقاطع فيها الرثاء مع الفخر، والدمعة مع الحكمة، في بيان جاهليٍّ
يخلّد المآثر ويهذب العاطفة.
القصيدة:
🔢 | البيت الأول | البيت الثاني |
---|---|---|
1 | أَيَّتُها النَفسُ أَجمِلي جَزَعا | إِنَّ الَّذي تَحذَرينَ قَد وَقَعا |
2 | إِنَّ الَّذي جَمَّعَ السَماحَةَ وَال | نَجدَةَ وَالحَزمَ وَالقُوى جُمَعا |
3 | الأَلمَعِيَّ الَّذي يَظُنُّ لَكَ ال | ظَنَّ كَأَن قَد رَأى وَقَد سَمِعا |
4 | وَالمُخلِفَ المُتلِفَ المُرَزَّأَ لَم | يُمتَع بِضَعفٍ وَلَم يَمُت طَبَعا |
5 | وَالحافِظَ الناسَ في تَحوطَ إِذا | لَم يُرسِلوا تَحتَ عائِذٍ رُبَعا |
6 | وَاِزدَحَمَت حَلقَتا البِطانِ بِأَق | وامٍ وَطارَت نُفوسُهُم جَزَعا |
7 | وَعَزَّتِ الشَمأَلُ الرِياحَ وَقَد | أَمسى كَميعُ الفَتاةِ مُلتَفِعا |
8 | وَشُبِّهَ الهَيدَبُ العَبامُ مِنَ ال | أَقوامِ سَقباً مُلَبَّساً فَرَعا |
9 | وَكانَتِ الكاعِبُ المُمَنَّعَةُ ال | حَسناءُ في زادِ أَهلِها سَبُعا |
10 | أَودى وَهَل تَنفَعُ الإِشاحَةُ مِن | شَيءٍ لِمَن قَد يُحاوِلُ البِدَعا |
11 | لِيَبكِكَ الشَربُ وَالمُدامَةُ وَال | فِتيانُ طُرّاً وَطامِعٌ طَمِعا |
12 | وَذاتُ هِدمٍ عارٍ نَواشِرُها | تُصمِتُ بِالماءِ تَولَباً جَدِعا |
13 | وَالحَيُّ إِذ حاذَروا الصَباحَ وَقَد | خافوا مُغيراً وَسائِراً تَلِعا |