--> -->

قصيدة تنكر بعدي من أميمة صائف | غزل أوس بن حجر الجاهلي

author image
رسم فني بأسلوب تراثي يُجسّد شاعرًا عربيًا واقفًا بجانب ناقته في صحراء الغروب، وخيمة بدوية في الخلفية، وسط كثبان رملية وسحب متناثرة، في مشهد رمزي يُعبّر عن الرحيل والحنين في الشعر الجاهلي.

🔍 مقدمة

قصيدة "تنكر بعدي من أميمة صائف" ليست مجرد غزلٍ يُقال في محبوبٍ راحل، بل هي رحلةٌ لغويةٌ مشحونةٌ بالحنين، تُجسّد كيف يُصبح الفقد بوابةً للتأمل، والرحيل مرآةً للهوية. في هذه القصيدة، يُعيد أوس بن حجر التميمي تشكيل الغزل الجاهلي، لا بوصفه عاطفةً رخوة، بل بوصفه بيانًا شعريًا يُسائل الزمن، ويُخلّد أثر المرأة في الذاكرة القبلية.

ينطلق الشاعر من مشهد الرحيل، حيث تنكر المكان، وتبدّلت الملامح، وتحوّلت الديار إلى أطلالٍ تُنشد لا تُزار. ثم يُسافر عبر أسماء المواضع والبطون والسهول، في سردٍ جغرافيٍّ شعريٍّ يُجسّد الخريطة العاطفية للحنين، ويُحوّل الأرض إلى ذاكرةٍ تُنشد.

وفي قلب القصيدة، تتداخل:

  • البلاغة الجاهلية مع رهافة الشعور

  • الحنين إلى أميمة مع الفخر بالرحلة والناقة والهوية

  • الذات الشعرية مع القبيلة والزمان والمكان

وهكذا، تُصبح هذه القصيدة نموذجًا فريدًا في الشعر الجاهلي، تُجسّد كيف يُمكن للغزل أن يُعيد تعريف الذات، ويُحوّل الحنين إلى بيانٍ يُخلّد المرأة، والرحلة، والهوية، في بيتٍ يُنشد حين يصمت الزمن.

القصيدة:

🔢 البيت الأول البيت الثاني
1 تَنَكَّرَ بَعْدِي مِنْ أُمَيْمَةَ صَائِفُ فَبِرْكٌ فَأَعْلَى تَولَبٍ فَالْمَخَالِفُ
2 فَقَوٌّ فَرَهْبِي فَالسَّلِيلُ فَعَاذِبٌ مَطَافِيلُ عَوذِ الْوَحْشِ فِيهِ عَوَاطِفُ
3 فَبَطْنُ السُّلَيِّ فَالسِّخَالُ تَعَذَّرَتْ فَمَعْقُلَةٌ إِلَى مُطَارٍ فَوَاحِفُ
4 كَأَنَّ جَدِيدَ الدَّارِ يُبْلِيكَ عَنْهُمُ تَقِيُّ الْيَمِينِ بَعْدَ عَهْدِكَ حَالِفُ
5 بِهَا الْعِينُ وَالْآرَامُ تَرْعَى سِخَالُهَا فَطِيمٌ وَدَانٍ لِلْفِطَامِ وَنَاصِفُ
6 وَقَدْ سَأَلَتْ عَنِّي الْوُشَاةُ فَخُبِّرَتْ وَقَدْ نُشِرَتْ مِنْهَا لَدَيَّ صَحَائِفُ
7 كَعَهْدِكِ لَا عَهْدُ الشَّبَابِ يُضِلُّنِي وَلَا هَرِمٌ مِمَّنْ تَوَجَّهَ دَالِفُ
8 وَقَدْ أَنْتَحِي لِلْجَهْلِ يَوْمًا وَتَنْتَحِي ظَعَائِنُ لَهْوٍ وُدُّهُنَّ مُسَاعِفُ
9 نَوَاعِمُ مَا يَضْحَكْنَ إِلَّا تَبَسُّمًا إِلَى اللَّهْوِ قَدْ مَالَتْ بِهِنَّ السَّوَالِفُ
10 وَأَدْمَاءَ مِثْلَ الْفَحْلِ يَوْمًا عَرَضْتُهَا لِرَحْلِي وَفِيهَا جُرْأَةٌ وَتَقَاذُفُ
11 فَإِنْ يَهْوَ أَقْوَامٌ رَدَايَ فَإِنَّمَا يَقِينِي الإِلَهُ مَا وَقَى وَأُصَادِفُ
12 وَعَنْسٍ أَمُونٍ قَدْ تَعَلَّلْتُ مَتْنَهَا عَلَى صِفَةٍ أَوْ لَمْ يَصِفْ لِيَ وَاصِفُ
13 كُمَيْتٍ عَصَاهَا النَّقْرُ صَادِقَةِ السُّرَى إِذَا قِيلَ لِلْحَيْرَانِ أَيْنَ تُخَالِفُ
14 عَلَاةٍ كِنَازِ اللَّحْمِ مَا بَيْنَ خُفِّهَا وَبَيْنَ مَقِيلِ الرَّحْلِ هَوْلٌ نَفَانِفُ
15 عَلَاةٍ مِنَ النُّوقِ الْمَرَاسِيلِ وَهْمَةٍ نَجَاةٍ عَلَتْهَا كَبْرَةٌ فَهِيَ شَارِفُ
16 جُمَالِيَّةٍ لِلرَّحْلِ فِيهَا مُقَدَّمٌ أَمُونٍ وَمُلْقًى لِلزَّمِيلِ وَرَادِفُ
17 يُشَيِّعُهَا فِي كُلِّ هَضْبٍ وَرَمْلَةٍ قَوَائِمُ عَوْجٌ مُجَمَّرَاتٌ مَقَاذِفُ
18 تَوَائِمُ أُلَّافٌ تَوَالٍ لَوَاحِقٌ سَوَاهٍ لَوَاهٍ مُرْبِذَاتٌ خَوَانِفُ
19 يَزِلُّ قُتُودُ الرَّحْلِ عَنْ دَأَيَاتِهَا كَمَا زَلَّ عَنْ رَأْسِ الشَّجِيجِ الْمَحَارِفُ
20 إِذَا مَا رِكَابُ الْقَوْمِ زَيَّلَ بَيْنَهَا سُرَى اللَّيْلِ مِنْهَا مُسْتَكِينٌ وَصَارِفُ
21 عَلا رَأسَها بَعدَ الهِبابِ وَسامَحَت كَمَحلوجِ قُطنٍ تَرتَميهِ النَوادِفُ
22 وَأَنحَت كَما أَنحى المَحالَةَ ماتِحٌ عَلى البِئرِ أَضحى حَوضُهُ وَهوَ ناشِفُ
23 يُخالِطُ مِنها لينَها عَجرَفِيَّةٌ إِذا لَم يَكُن في المُقرِفاتِ عَجارِفُ
24 كَأَنَّ وَنىً خانَت بِهِ مِن نِظامِها مَعاقِدُ فَاِرفَضَّت بِهِنَّ الطَوائِفُ
25 كَأَنَّ كُحَيلاً مُعقَداً أَو عَنِيَّةً عَلى رَجعِ ذِفراها مِنَ الليتِ واكِفُ
26 يُنَفِّرُ طَيرَ الماءِ مِنها صَريفُها صَريفَ مَحالٍ أَقلَقَتهُ الخَطاطِفُ
27 كَأَنّي كَسَوتُ الرَحلَ أَحقَبَ قارِباً لَهُ بِجُنوبِ الشَيِّطَينِ مَساوِفُ
28 يُقَلِّبُ قَيدوداً كَأَنَّ سَراتَها صَفا مُدهُنٍ قَد زَحلَفَتهُ الزَحالِفُ
29 يُقَلِّبُ حَقباءَ العَجيزَةِ سَمحَجاً بِها نَدَبٌ مِن زَرَهِ وَمَناسِفُ
30 وَأَخلَفَهُ مِن كُلِّ وَقطٍ وَمُدهُنٍ نِطافٌ فَمَشروبٌ يَبابٌ وَناشِفُ
31 وَحَلَّأَها حَتّى إِذا هِيَ أَحنَقَت وَأَشرَفَ فَوقَ الحالِبَينِ الشَراسِفُ
32 وَخَبَّ سَفا قُريانِهِ وَتَوَقَّدَت عَلَيهِ مِنَ الصَمّانَتَينِ الأَصالِفُ
33 فَأَضحى بِقاراتِ السِتارِ كَأَنَّهُ رَبيئَةُ جَيشٍ فَهوَ ظَمآنُ خائِفُ
34 يَقولُ لَهُ الراؤونَ هَذاكَ راكِبٌ يُؤَبِّنُ شَخصاً فَوقَ عَلياءَ واقِفُ
35 إِذا اِستَقبَلَتهُ الشَمسُ صَدَّ بِوَجهِهِ كَما صَدَّ عَن نارِ المُهَوِّلِ حالِفُ
36 تَذَكَّرَ عَيناً مِن غُمازَةَ ماؤُها لَهُ حَبَبٌ تَستَنُّ فيهِ الزَخارِفُ
37 لَهُ ثَأَدٌ يَهتَزُّ جَعدٌ كَأَنَّهُ مُخالِطُ أَرجاءِ العُيونِ القَراطِفُ
38 فَأَورَدَها التَقريبُ وَالشَدُّ مَنهَلاً قَطاهُ مُعيدٌ كَرَّةَ الوِردِ عاطِفُ
39 فَلاقى عَلَيها مِن جَوابٍ كَأَنَّهُ إِذا اِستَقبَلَتهُ الشَمالُ مُعاطِفُ
40 فَأَضحى بِها مِن بَعدِ ما كانَ مُقبِلاً كَأَنَّ رُبىً مِنها عَلَيهِ تُعاطِفُ
41 فَلاقى عَلَيها مِن جَوابٍ كَأَنَّهُ إِذا اِستَقبَلَتهُ الشَمالُ مُعاطِفُ
42 فَأَضحى بِها مِن بَعدِ ما كانَ مُقبِلاً كَأَنَّ رُبىً مِنها عَلَيهِ تُعاطِفُ
43 فَأَتبَعَها مِنها سُرىً وَتَأَسَّفَت عَلَيهِ وَأَبدَت لِلقَطاها المَطارِفُ
44 فَأَضحى بِها مِن بَعدِ ما كانَ مُقبِلاً كَأَنَّ رُبىً مِنها عَلَيهِ تُعاطِفُ
45 فَأَتبَعَها مِنها سُرىً وَتَأَسَّفَت عَلَيهِ وَأَبدَت لِلقَطاها المَطارِفُ
46 فَأَضحى بِها مِن بَعدِ ما كانَ مُقبِلاً كَأَنَّ رُبىً مِنها عَلَيهِ تُعاطِفُ
47 فَأَتبَعَها مِنها سُرىً وَتَأَسَّفَت عَلَيهِ وَأَبدَت لِلقَطاها المَطارِفُ
48 فَأَضحى بِها مِن بَعدِ ما كانَ مُقبِلاً كَأَنَّ رُبىً مِنها عَلَيهِ تُعاطِفُ
49 فَأَتبَعَها مِنها سُرىً وَتَأَسَّفَت عَلَيهِ وَأَبدَت لِلقَطاها المَطارِفُ
50 فَأَضحى بِها مِن بَعدِ ما كانَ مُقبِلاً كَأَنَّ رُبىً مِنها عَلَيهِ تُعاطِفُ
51 فَأَتبَعَها مِنها سُرىً وَتَأَسَّفَت عَلَيهِ وَأَبدَت لِلقَطاها المَطارِفُ
52 فَأَضحى بِها مِن بَعدِ ما كانَ مُقبِلاً كَأَنَّ رُبىً مِنها عَلَيهِ تُعاطِفُ
53 فَأَتبَعَها مِنها سُرىً وَتَأَسَّفَت عَلَيهِ وَأَبدَت لِلقَطاها المَطارِفُ
54 فَأَضحى بِها مِن بَعدِ ما كانَ مُقبِلاً كَأَنَّ رُبىً مِنها عَلَيهِ تُعاطِفُ
55 فَأَتبَعَها مِنها سُرىً وَتَأَسَّفَت عَلَيهِ وَأَبدَت لِلقَطاها المَطارِفُ
56 فَأَضحى بِها مِن بَعدِ ما كانَ مُقبِلاً كَأَنَّ رُبىً مِنها عَلَيهِ تُعاطِفُ
57 فَأَتبَعَها مِنها سُرىً وَتَأَسَّفَت عَلَيهِ وَأَبدَت لِلقَطاها المَطارِفُ
58 فَأَضحى بِها مِن بَعدِ ما كانَ مُقبِلاً كَأَنَّ رُبىً مِنها عَلَيهِ تُعاطِفُ
59 فَأَتبَعَها مِنها سُرىً وَتَأَسَّفَت عَلَيهِ وَأَبدَت لِلقَطاها المَطارِفُ
60 فَأَضحى بِها مِن بَعدِ ما كانَ مُقبِلاً كَأَنَّ رُبىً مِنها عَلَيهِ تُعاطِفُ