--> -->

وهيبة بنت عبد العزى: شاعرة جاهلية حاكمت خذلان الجوار بالبيان

author image

رسم واقعي لشاعرة جاهلية تقف وسط صحراء ذهبية عند الغروب، تحمل في يدها اليمنى لفافة شعرية مكتوبة، وفي يدها اليسرى سيفًا منحنيًا، بملامح صارمة تُجسّد لحظة المحاسبة الشعرية، وتُعبّر عن موقف قبلي جريء في وجه خذلان الجوار، مستوحى من قصيدة وهيبة بنت عبد العزى في الزبرقان بن بدر.

🔍 المقدمة: امرأة تُنشد حين يصمت الرجال

في زمنٍ كانت فيه السيوف تتكلم قبل الألسنة، وكانت القصائد تُقال بعد أن يُنجز الفخر، تخرج وُهَيْبة بنت عبد العزى من بني قيس، لا لتُرثي، بل لتُحاسب، لا لتبكي، بل لتُدين. امرأة جاهلية، شاعرة، تقف في وجه خذلان الجوار، وتُحوّل البيان إلى محكمة، والقصيدة إلى لائحة اتهام، حين صمت الرجال عن الثأر، وتخاذل الزبرقان عن حماية من استجار به.

وهنا يبرز سؤال رمزي صارخ: هل يُمكن للمرأة أن تُعيد تشكيل الموقف القبلي حين يخونه السيف؟ وهل يُصبح الشعر الجاهلي وسيلةً للمحاسبة حين يصمت الفعل؟

إن دراسة وهيبة لا تُضيف صوتًا نسويًا إلى الشعر الجاهلي فحسب، بل تُعيد تعريف وظيفة القصيدة بوصفها أداةً أخلاقية تُحاسب، لا مجرد مرآة للعاطفة أو الفخر. فهيبة لم تُرثِ زوجها، بل حاكمت من خذله، وجعلت من الشعر بيانًا قبليًا يُعيد الاعتبار للعدالة حين تتوارى خلف الجوار.

🧬 النسب والسيرة: وهيبة بنت عبد العزى – من الجوار إلى البيان

وُهَيْبة بنت عبد العزى بن قيس، شاعرة جاهلية من بني قيس، عاشت في بيئة قبلية تُقدّس الجوار وتُعلي من شأن الحماية، لكنها واجهت خذلانًا صارخًا حين قُتل زوجها زيد بن مَيَّة على يد هزّال بن عوف، بينما كانت في جوار الزبرقان بن بدر، أحد سادة بني تميم.

لم يتحرك الزبرقان لأخذ الثأر أو الدفاع عن الجوار، مما دفع وهيبة إلى أن تُنشد قصيدةً قصيرة، لكنها صارخة، تُؤنّبه فيها وتُعري موقفه، وتُحوّل البيان إلى محاكمة شعرية تُدين الصمت وتُخلّد الخذلان.

في هذه اللحظة، تتحوّل وهيبة من امرأة في جوار إلى صوت قبلي يُحاسب، لا يرثي، ويُعيد تعريف وظيفة الشعر الجاهلي بوصفه أداةً أخلاقية تُطالب بالعدالة حين يصمت السيف.

وهكذا، تُصبح وهيبة بنت عبد العزى نموذجًا نادرًا في الشعر الجاهلي النسوي، تُجسّد فيه المرأة موقفًا لا يُقال بعد الحدث، بل يُعلن في وجه من خذل العهد.

🧬 النسب والسيرة: وهيبة بنت عبد العزى – من الجوار إلى القصيدة التي تُدين

وُهَيْبة بنت عبد العزى بن قيس، شاعرة جاهلية من بني قيس، عُرفت لا بكثرة شعرها، بل بجرأته. كانت زوجة زيد بن مَيَّة، أحد فرسان بني تميم، وقد نزلت في جوار الزبرقان بن بدر، سيد بني تميم، المعروف بجاهه وسلطته، حين وقعت حادثة اغتيال زوجها على يد هزّال بن عوف.

في الجاهلية، كان الجوار عهدًا مقدّسًا، يُلزم الجار بالدفاع عن من استجار به، لكن الزبرقان خذل هذا العهد، ولم يتحرك لأخذ الثأر أو حماية وهيبة، مما دفعها إلى أن تُنشد قصيدةً قصيرة، لكنها صارخة، تُؤنّبه فيها وتُعري موقفه، وتُحوّل البيان إلى محاكمة شعرية تُدين الصمت وتُخلّد الخذلان.

وهكذا، تُصبح وهيبة بنت عبد العزى نموذجًا نادرًا في الشعر الجاهلي النسوي، تُجسّد فيه المرأة موقفًا لا يُقال بعد الحدث، بل يُعلن في وجه من خذل العهد، ويُعيد تعريف وظيفة الشعر بوصفه صوتًا أخلاقيًا حين يصمت السيف.

📝 وهيبة الشاعرة: القصيدة بوصفها محاكمة شعرية

في لحظة خذلانٍ قبليٍّ صارخ، لم تلجأ وهيبة بنت عبد العزى إلى الرثاء، بل إلى المحاسبة. أنشدت قصيدة قصيرة، لكنها مشحونة بالغضب الرمزي، تُدين فيها الزبرقان بن بدر، الذي خذل جوارها حين قُتل زوجها زيد بن مَيَّة، ولم يتحرك للثأر أو الدفاع.

من أبرز أبياتها:

أجيرانَ ابن مَيَّةَ خَبِّروني أعَيْنٌ لابنٍ مَيَّةَ أم ضمارُ؟ تجلل خزيها عوف بن كعب فليس لخلعها منه اعتذار

هذه الأبيات تُجسّد:

  • القصيدة بوصفها محاكمة: تُسائل الجوار، وتُدين الصمت، وتُعري التخاذل

  • المرأة بوصفها صوتًا قبليًا: لا يكتفي بالبكاء، بل يُطالب بالعدالة

  • الشعر بوصفه فعلًا أخلاقيًا: يُعيد الاعتبار لما خذله الفعل، ويُخلّد الموقف حين يصمت الرجال

وهكذا، تُصبح وهيبة بنت عبد العزى نموذجًا شعريًا نادرًا، تُجسّد فيه المرأة الجاهلية موقفًا صارخًا، وتُعيد تعريف وظيفة الشعر بوصفه محكمةً تُدين، لا مرآةً تُرثي، وتُحوّل البيان إلى سلاحٍ يُخلّد الحق حين يُخذل.

🧭 التحليل الرمزي والفلسفي: حين تُصبح القصيدة محكمةً تُدين خذلان الجوار

قصيدة وهيبة بنت عبد العزى لا تُقرأ بوصفها تعبيرًا عن الحزن، بل بوصفها محكمةً شعرية تُدين خذلان الجوار، وتُعيد تعريف العلاقة بين البيان والعدالة في الوعي الجاهلي. فحين صمت الزبرقان بن بدر عن الثأر، لم تصمت وهيبة، بل أنشدت، وجعلت من القصيدة سلاحًا رمزيًا يُطالب بالحق، ويُعرّي التخاذل، ويُخلّد الموقف حين يُخذل الفعل.

⚖️ الجوار بوصفه عهدًا أخلاقيًا

في الجاهلية، كان الجوار أكثر من حماية، كان عهدًا قبليًا يُلزم صاحبه بالدفاع عن المستجير. لكن الزبرقان خذل هذا العهد، فحوّلت وهيبة خذلانه إلى خزي شعري يُخلّد في الذاكرة، ويُعيد تعريف الجوار بوصفه مسؤولية لا مجاملة.

🗣️ المرأة بوصفها ضمير القبيلة

وهيبة لا تُجسّد مجرد شاعرة، بل تُجسّد ضمير القبيلة حين يصمت الرجال. قصيدتها تُعلن أن البيان لا يُحتكر للفرسان، بل يُمكن أن تُنشد المرأة حين يُخذل العهد، وتُصبح القصيدة صوتًا يُحاسب لا يرثي، ويُدين لا يُجامل.

🔍 الشعر بوصفه فعلًا أخلاقيًا

في قصيدتها، تُصبح الأبيات:

  • أداةً للمساءلة القبلية

  • مرآةً للخذلان السياسي

  • ذاكرةً تُخلّد الموقف حين يُخذل السيف

وهكذا، تُعيد وهيبة بنت عبد العزى تعريف الشعر الجاهلي بوصفه فعلًا فلسفيًا يُطالب بالعدالة، ويُدين التخاذل، ويُخلّد الحق حين يُخذل، ويُجسّد كيف يُصبح البيان أقوى من الحديد حين يُنشد في لحظة الصمت.

📚 أثرها في التراث العربي: وهيبة... حين يُخلّد البيان النسوي بوصفه محكمةً شعرية

رغم قِصر قصيدتها، إلا أن وُهَيْبة بنت عبد العزى تركت أثرًا بالغًا في الذاكرة الأدبية، بوصفها شاعرة جاهلية جسّدت البيان بوصفه محاكمةً للخذلان، لا مرآةً للحزن. قصيدتها التي تُؤنّب فيها الزبرقان بن بدر، خُلّدت في ديوان الحماسة لأبي تمام، ضمن باب "العتاب"، مما يُبرز مكانتها في الشعر الجاهلي بوصفها صوتًا نسويًا يُحاسب حين يصمت الرجال.

ورد ذكرها أيضًا في:

  • معجم أعلام النساء لمحمد ألتونجي، ضمن الشخصيات النسوية المؤثرة في الشعر العربي

  • كتب الأدب الجاهلي التي تُبرز دور المرأة في التعبير عن الموقف القبلي، لا العاطفة فقط

  • دراسات حديثة تُعيد قراءة قصيدتها بوصفها نموذجًا للبيان النسوي في لحظة خذلان سياسي واجتماعي

🧭 رمزية حضورها في التراث

وهيبة تُجسّد:

  • المرأة التي تُنشد حين يصمت الرجال

  • الشاعرة التي تُدين لا تُرثي

  • الصوت الذي يُعيد تعريف الجوار بوصفه مسؤولية لا مجاملة

وهكذا، يُصبح حضور وهيبة في التراث العربي شاهدًا على كيف يُصبح الشعر الجاهلي وسيلةً للمحاسبة، وكيف يُخلّد البيان حين يُنشد في لحظة خذلان، وكيف تُعيد المرأة تشكيل الموقف القبلي حين يخونه السيف.

📌 خاتمة موسوعية: وهيبة... حين تُصبح القصيدة صوتًا يُحاسب لا يرثي

وُهَيْبة بنت عبد العزى ليست مجرد شاعرة جاهلية، بل هي صوتٌ نسويٌّ صارخ يُعيد تعريف وظيفة الشعر في لحظة خذلان قبلي، ويُحوّل البيان إلى محكمة تُدين لا تُرثي. في قصيدتها، لا نجد بكاءً على زوجٍ فقيد، بل محاسبةً لمن خذل العهد، وتخاذل عن الجوار، وصمت حين وجب عليه أن يتكلم بالسيف.

لقد أنشدت وهيبة حين صمت الرجال، وجعلت من القصيدة سلاحًا رمزيًا يُطالب بالعدالة، ويُخلّد الحق حين يُخذل، ويُعيد تشكيل صورة المرأة في الوعي الجاهلي بوصفها ضميرًا قبليًا لا يُساوم.

ومن هنا، تبرز الحاجة إلى إحياء شعر وهيبة في المحتوى العربي المعاصر، عبر:

  • إدراج قصيدتها في المناهج التعليمية بوصفها نموذجًا للبيان النسوي في لحظة خذلان

  • إعادة نشر سيرتها ضمن سلاسل أدبية تُبرز الشعر بوصفه فعلًا أخلاقيًا يُحاسب لا يُرثي

  • توظيف شخصيتها في المحتوى البصري والتفاعلي الذي يُعيد الاعتبار للمرأة الجاهلية بوصفها صوتًا يُطالب بالحق حين يصمت السيف

إن وهيبة تُعلّمنا أن الشعر لا يُقال فقط لتجميل الحزن، بل ليُدين الخذلان، ويُعيد الاعتبار لما خذله الفعل، ويُخلّد الموقف حين يُنشد في وجه الصمت.