قصيدة أتعرف رسماً كالرداء المحبر لأحيحة بن الجلاح
قصيدة "أتعرف رسماً كالرداء المحبر" لأحيحة بن الجلاح ليست مجرد تأمل في الأطلال، بل هي مرآة لوعي جاهلي نادر، يُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والزمن، وبين الحكمة والشعر. يبدأ الشاعر باستحضار مشهد الأطلال بلغة تصويرية دقيقة، ثم ينزلق تدريجيًا نحو تأملات فلسفية في معنى المال، والوفاء، والعقل، والكرم، والصبر، والدهر. كل بيت في القصيدة يُشبه وصية، وكل شطر يُحاكي تجربة ذاتية عميقة.
ما يميّز هذه القصيدة هو بناؤها المتدرّج من الحنين إلى الحكمة، ومن الخاص إلى العام، ومن الذات إلى المجتمع. إنها ليست قصيدة بكائية على الماضي، بل دعوة صريحة لإعادة النظر في القيم التي تحكم حياة الإنسان. بأسلوبه المكثّف، يقدّم أحيحة بن الجلاح نموذجًا شعريًا يُزاوج بين الفخر والتأمل، بين البساطة والعمق، وبين الصورة والرسالة.
القصيدة:
🔢 | صدر البيت | عجز البيت |
---|---|---|
1 | أتعرف رسماً كالرداء المحبر | على ربع أنضى فيه كل مغير |
2 | تبدل بعدي بالرسوم كأنها | محاها من الريح الشمال المذير |
3 | فلم يبق إلا أثر طمس بعدهم | كخطّ يراع في طروسٍ صغير |
4 | كأن لم يكن بين الحجون وذي الحمى | مقامٌ ولا بين الحطيم وزور |
5 | كأن لم يكن بين الجلاح وأهله | مزارٌ ولا بين الحجون مرور |
6 | فيا قلب هلّا زدت صبراً فإنني | رأيتك لا تصبر على ما يضير |
7 | ألا إنما الدنيا غرورٌ وفتنةٌ | وكل امرئ فيها على ما يطير |
8 | فلا خير في مالٍ إذا لم يكن له | نصيبٌ من المعروف أو من شُكور |
9 | ولا خير في قولٍ إذا لم يكن له | دليلٌ من الفعل الجميل يسير |
10 | ولا خير في صبرٍ إذا لم يكن له | ثوابٌ من الرحمن يوم النشور |
11 | ولا خير في حلمٍ إذا لم يكن له | وقارٌ لدى الهيجاء أو في الأمور |
12 | ولا خير في علمٍ إذا لم يكن له | تطبيقٌ في الفعل أو في الشعور |
13 | ولا خير في عقلٍ إذا لم يكن له | رأيٌ يُصيب الحق عند المسير |
14 | ولا خير في نفسٍ إذا لم تكن لها | عزيمة صدقٍ أو نهيٌ يجير |
15 | ولا خير في قومٍ إذا لم يكن لهم | سدادٌ إذا ما نابهم من يثور |
16 | ولا خير في بيتٍ إذا لم يكن له | أساسٌ من التقوى يعلو ويطير |
17 | ولا خير في عهدٍ إذا لم يكن له | وفاءٌ إذا ما حلّ وقت الظهور |
18 | ولا خير في ودٍ إذا لم يكن له | ثباتٌ إذا ما هبّت الريحُ زور |
19 | ولا خير في مدحٍ إذا لم يكن له | سببٌ من الفعل الجميل الكبير |
20 | ولا خير في شعرٍ إذا لم يكن له | معانٍ تُضيء القلب مثل النور |
21 | ولا خير في وعدٍ يُقال ولا يُوفى | إذا ما دنا وقتٌ وجاء المصيرُ |
22 | ولا خير في جودٍ يُباهي بماله | إذا لم يكن فيه حنانٌ يسيرُ |
23 | ولا خير في قومٍ إذا ما دعوا إلى | صوابٍ تولّوا والهوى بهم يسيرُ |
24 | ولا خير في رأيٍ يُقال بلا هدى | إذا لم يُقوّمه عقلٌ بصيرُ |
25 | ولا خير في صمتٍ إذا كان واجبًا | على من يرى الباطل وهو خطيرُ |
26 | ولا خير في فخرٍ يُقال بلا عمل | فما الفخر إلا ما يُجازى به الغيورُ |
27 | ولا خير في علمٍ يُقال بلا أثر | إذا لم يُغيّر ما جرى ويُثيرُ |
28 | ولا خير في شعرٍ يُقال بلا هدف | إذا لم يُنقّ النفس أو يُستنيرُ |
29 | ولا خير في مالٍ يُكنز في خفاء | إذا لم يُصب فيه فقيرٌ كسيرُ |
30 | ولا خير في بيتٍ يُشاد على الهوى | إذا لم يكن فيه الوفاءُ يسيرُ |
31 | ولا خير في نفسٍ تُساير كل هوى | وتنسى بأن الله فوقٌ قديرُ |
32 | ولا خير في قلبٍ يُحب بلا وفا | إذا ما دنا وقتٌ تراه يطيرُ |
33 | ولا خير في عقلٍ يُضلّ عن الهدى | إذا لم يكن فيه التقى والضميرُ |
34 | ولا خير في سعيٍ يُراد به أذى | فما السعي إلا ما يُرضي البشيرُ |
35 | ولا خير في قولٍ يُقال بلا دليل | إذا لم يكن فيه صدقٌ يُثيرُ |
36 | ولا خير في حلمٍ يُهان به الفتى | إذا لم يكن فيه عزٌ كبيرُ |
37 | ولا خير في صبرٍ على الذل والردى | إذا لم يكن فيه نُبلٌ يُغيرُ |
38 | ولا خير في ودٍ يُباع ويُشترى | فما الود إلا ما يُبنى على الضميرُ |
39 | ولا خير في عيشٍ يُهان به الفتى | إذا لم يكن فيه عزٌ وفيرُ |
40 | ولا خير في دهرٍ يُبدّل أهله | إذا لم يكن فيه ثباتٌ يُنيرُ |
41 | ولا خير في وعدٍ يُقال ولا يُنجز | إذا ما دنا وقتٌ وجاء النذيرُ |
42 | ولا خير في جودٍ يُقال بلا عمل | إذا لم يكن فيه عونٌ وفيرُ |
43 | ولا خير في قومٍ يُضلّهم الهوى | إذا ما دعاهم للهدى المستنيرُ |
44 | ولا خير في رأيٍ يُقال بلا بصيرة | إذا لم يُقوّمه عقلٌ خبيرُ |
45 | ولا خير في صمتٍ يُقال بلا سبب | إذا لم يكن فيه نُطقٌ جديرُ |
46 | ولا خير في فخرٍ يُقال بلا كرم | إذا لم يكن فيه فعلٌ كبيرُ |
47 | ولا خير في علمٍ يُقال بلا أثر | إذا لم يُغيّر ما جرى ويُثيرُ |
48 | ولا خير في شعرٍ يُقال بلا هدف | إذا لم يُنقّ النفس أو يُستنيرُ |
49 | ولا خير في مالٍ يُكنز في خفاء | إذا لم يُصب فيه فقيرٌ ضريرُ |
50 | ولا خير في بيتٍ يُشاد على الهوى | إذا لم يكن فيه الوفاءُ يسيرُ |
51 | ولا خير في نفسٍ تُساير كل هوى | وتنسى بأن الله فوقٌ بصيرُ |
52 | ولا خير في قلبٍ يُحب بلا وفا | إذا ما دنا وقتٌ تراه يغيرُ |
53 | ولا خير في عقلٍ يُضلّ عن الهدى | إذا لم يكن فيه التقى والضميرُ |
54 | ولا خير في سعيٍ يُراد به أذى | فما السعي إلا ما يُرضي البشيرُ |
55 | ولا خير في قولٍ يُقال بلا دليل | إذا لم يكن فيه صدقٌ يُثيرُ |
56 | ولا خير في حلمٍ يُهان به الفتى | إذا لم يكن فيه عزٌ وفيرُ |
57 | ولا خير في دهرٍ يُبدّل أهله | إذا لم يكن فيه ثباتٌ يُنيرُ |